فاروق السامعي
عدد المساهمات : 174 تاريخ التسجيل : 14/08/2010
| موضوع: توالت الاستقالات من أعضاء حزب الرئيس صالح وبعض رجال سلطته وتزايد أعداد القتلى في المواجهات الاحتجاجية ملك الملوك يترنح.. الدور القادم على مين..؟! 06/03/11, 05:10 pm | |
| حديث المدينة/ فاروق السامعي
«من لا يحب القذافي لا يستحق الحياة» بمثل هذه الفكرة التي جاءت على لسان عميد الحكام العرب وأكثر الرؤساء في العالم حكماً، يترسخ أيضاً نفس الاعتقاد لدى الحكام الذين يتمسكون بالسلطة ولا يفكرون بتركها إلا محمولين إلى قبورهم. تخلى عنه سفراؤه ومبعوثوه ومندوبوه ورموز حكمه والمقربون إليه بعد استخدام العنف المفرط تجاه احتجاجات شعبه السلمية ولم يتراجع أمام ضغوطات العالم أو يستجب لدعوات وقف العنف ضد شعبه الذين قال عنهم جرذان وقال أنه سيقاتل ببندقيته منفرداً حتى النهاية. وربما هي النهاية تلوح في الأفق..في حين يتساقط القتلى من أبناء الشعب الليبي برصاص وقذائف وصواريخ حاكمهم ،تتساقط أيضاً المدن والأقاليم الليبية من تحت سلطته التي تتقلص يوماً بعد آخر حتى تكاد أن تحصرَّ سلطته على مساحة قصره. أقل من أسبوعين كانت كفيلة بأكل نظام مارس بسط قوته وسطوته على الأرض والإنسان الليبي طوال 42 عاماً، غيّب خلالها شعباً كاملاً عن الوجود حتى لكأن ليبيا القذافي والقذافي ليبيا. وها هو الآن القائد والفاتح والزعيم والمجد والتاريخ ملك ملوك إفريقيا يترنح تماماً وعلى بعد ساعات من السقوط الأخير أمام غضب شعب سكت عليه وعلى جرائمه أكثر من أربعة عقود، انتفض أخيراً من سجنه وخرج لينتقم من سجانه. وقبل سقوط ورحيل عميد حكام العرب هل فكر نائبه علي عبدالله صالح بتجنب نفس السقوط المذل الذي سيلاقيه عميده على يد شعبه..؟! ربما يمر الدرس الثالث بصمت لنشاهد بعدها الرئيس صالح على واجهات الأقنية الإعلامية يقول اليمن ليست تونس أو مصر أو ليبيا، وعلى عكس الدرس الذي يحفظه الحكام العرب جيداً وتعودوا عليه وتوارثوه وهو أنهم بمجرد استلام سلطة الحكم ينسون شعوبهم ويركزون جل اهتمامهم في تأثيث عروشهم والحفاظ عليها وامتلاكها إلى النفس الأخير وينسون أنهم زائلون والشعب باق. وعلى عكس التداعيات المتسارعة لسقوط النظام التونسي، تبدو تداعيات سقوط النظام في اليمن أكثر بطئاً، لكنه أكثر خطراً من سابقيه الذين استعدوا جيداً قبل رحيلهم ولم يأتهم الأمر فجأة كما قد يحدث في اليمن ويتحول العرش إلى نعش. جملة من المؤشرات تمر بصمت ودون أن ينتبه لها أحد تدل على ترهل النظام وفقدانه بعض خيوط السيطرة التي كان يتباهى بامتلاكها في رقصه طوال أكثر من ثلاثة عقود على رؤوس الثعابين. وها هي تتسع يوماً بعد آخر الدائرة الشعبية المطالبة بسقوطه ورحيله، حمى الاحتجاجات تجري بسرعة مرعبة وتنتقل كالنار في هشيم مسلح تعود على حروب أهلية وحروب مع قوى نظامية خلال العقود المنصرمة، بينما تضيق دائرة أنصار الرئيس وتقترب كثيراً من رقبته وتكاد تخنقه إذا لم ينتبه لها. 11 نائباً أعلنوا استقالتهم من الحزب الحاكم و60 آخرين يتدارسون فكرة الإقدام عليها، في خطوة قد تهز وتزلزل الحاكم ونظامه وحزبه، خاصة وأنها تأتي متزامنة مع تقديم عشرات من قيادات السلطة المحلية وأعضائها وبعض المشائخ والوجاهات الاجتماعية استقالتها من عضوية الحزب الحاكم بسبب استخدامه المفرط للقوة والعنف غير المبرر والبلاطجة في مواجهات الاحتجاجات السلمية. بدأت تلوح في الأفق بعض ملامح السقوط الرابع، وربما أكثر ما يؤكد دعم هذا المنحى هي الوقائع المتصاعدة ميدانياً وتوحد قوى الخصوم في مواجهته مقابل دخول النظام الحاكم مرحلة النزيف الحقيقي ووصوله حد الترهل السياسي في مواجهة الأزمات. فهل يا ترى يقدم النظام اليمني على الانتحار السياسي والميداني كما فعل النظام الليبي الذي قلل من إرادة شعبه ولم يتراجع عندما وجد نفسه حاكماً بلا سلطة وقائداً بلا قوة تنفيذية تستجيب لقراره وهذا أكثر السيناريوهات التي لا يتمناها الحكام، لكنهم ربما يدركون الآن أن سبب تساقط الأنظمة إما إرادة الشعوب التي صار لها صوت وسوط أو بتآكلها من الداخل. | |
|