لايزال المؤمنون وممن يجهلون نظرية التطور يحاربون النظرية بشتى الطرق، وحتى بعد فشل الدجال الكبير عدنان أوكطار، ألا ان السؤال هنا لماذا نظرية التطور؟
نعم، لماذا نظرية التطور وليست نظرية الإنفجار العظيم؟ أو النظرية النسبية؟ أو نظرية تممد الكون؟ أو نظرية الجاذبية أو نظرية كروية الأرض؟ .. السبب هو أن نظرية التطور تشكل أقوى وأكب
ر الحقائق العلمية الدامغة على زيف الأديان وقصص الخلق الأسطورية، لكن عدنان أوكطار قررت أن يحارب نظرية التطور، ولم يتطرق لنظرية الأنفجار العظيم وهي الأخرى تشكل حقيقة علمية .. الا أن السبب الأقوى أن الناس اصبحت على يقين بالحقائق العلمية مثل الجاذبية وكروية الأرض ودورانها فمن الصعب أن ينكرها عاقل.
فلم لانرى احداً قد ألف كتاب يقول فيه خديعة الإنفجار العظيم، أو خديعة تممد الكون .. لكننا وجدنا كتباً لدجالين معنونه خصيصاً لجذب الجهلاء .. فهي معنونه بشكل حربي .. وليس ادبياً أو علمياً .. فالعنوان عندما يكون .. (هدم نظرية التطور في عشرين سؤال) هذا لايدل على مبدأ فكري أو أدبي أو حتى علمي .. فمن العنوان نستنتج أن كاتب الكتاب قرر هدم النظرية .. وأخرى يصف فيها النظرية بالخديعة .. وسبق وان كتبت مقالاً تجدونه هنا أبين فيه كذب ذلك المحتال المدعوا يحيى هارون .. لكني في هذه المقالة أريد أن اكشف الأسلوب الخبيث الذي يتبعه عدنان أوكطار .. أو يحيى هارون وغيره من أمثال زغلول النجار في مؤلفاتهم.
ومؤلفات عدنان أوكطار تفتقر للمصداقية والتوثيق فكل كتبة لاتحتوي على مصدر موثق ليكون مرجعاً لما يكتبة، ويزعم أن هنالك علماء أكتشفوا أن التطور خديعة دون أن نعرف اذا كانت مجرد شكوك أم تضخيم لأحد الأبحاث والقصص التي لاجدوى منها، فعدنان أوكطار يتكلم بشكل عام دون أن يرفق في كتبة مصدر واحد موثوق وصريح يدل على انها مجرد خدعة .. فهو يتعمد أن لايضع المصادر الموثقة لأن لايوجد دليل ضد نظرية التطور، وكل الأدلة تدعم النظرية فكيف نعتبر مؤلفات عدنان أوكطار موثقه وصحيحة وهي لاتستند لأي مرجع أو إثبات صحيح لما يروج له عدنان أوكطار، هذا يدل بوضوح على أن كاتبنا يتعمد أن يستغل جهل العامة من الذين يجهلون نظرية التطور ويؤلف لهم كتباً مليئه بالتزيف والدجل والكذب ولا يعتمد على الصحة والمصداقية فيما يكتبة.
ثم يزعم أن الملاحدة يعتمدون بشكل كبير على نظرية التطور في مبدأ الإلحاد .. وهذا يروج له الكثيرون ومنهم عدنان أوكطار، كما يتحدث عدنان أو كطار في كتابة (خديعة التطور) أن أنصار الداروينية هم سبب الأرهاب في العالم وأن النظرية كانت سبباً في ظهور النازية وإنها تدعم الشيوعية.
لكن هل ينطبق ذلك على الإلحاد؟ .. وهل الإلحاد ظهر بعد نظرية التطور؟
هنا لابد لنا أن نلقى نظرة على
تاريخ الإلحاد لنكتشف مزاعم الدجالين، والتاريخ يشير الى أن الإلحاد ظهر من عصر الحضارة اليونانية أي انه سبق حتى الديانات السماوية الثلاث وسبقت كوبرنيكس وداروين ونيوتن .. أذن فأن الإلحاد تاريخة ممتد من القدم .. ولم تكن هنالك علوم ونظريات علميه والإلحاد يعتمد في جوهره على مبدأ فلسفي متبلور في عدم وجود
خالق. وليس لأن الإنسان مر في مراحل تطور أو أن هنالك إنتخاب طبيعي .. وهذه العلوم الحديثه توافقت مع الإلحاد ليس أكثر وعززت مبدأه .. فلماذا يريد عدنان أوكطار إنكار تاريخ الإلحاد، وجعله تاريخ قد أبتدأ من نظرية التطور كإيدلوجية؟
والنازية والشيوعية هما إيدلوجيات، مشابه للأديان .. ولكنها لاتمثل الإلحاد وليس مبدأها مبني على الإلحاد .. من الممكن أن يكون المسيحي والمسلم والهندوسي شيوعين .. وليس بالضرورة أن يكون ملحد .. بمعنى أن الشيوعي قد يكون ملحد .. لكن الملحد ليس بالضرورة أن يكون شيوعي، لكن الشيوعية شوهة الإلحاد بعدما أصبحت الإيدلوجية الشيوعية عبارة عن تعصب فكري وقام الشيوعيون بقتل آلاف من المسيحيين وحرق الكنائس وإقامة دولة إلحادية لكن بعد تشويه المفاهيم والقيم الإنسانية والفكرية لمبدأ الإلحاد .. وهذا ينطبق كذلك على النازية .. لكن النازية أستغلت نظرية داروين لأغراض ساسية في إنتاج نسل بشري أفضل .. مبررة ذلك بمعتقداتهم بأن الألمان والآريين الشماليين جنساً متميز ومتفوق وبرروا اعمالهم التي يقومون بها لصالح علم الوراثه وتحسين النسل، ثم أصبحت نظرية داروين في مفهوم النازيين الكفاح لأجل نقاء عرقي والذي كان رئيسياً للفلسفة النازية وفي بيان هتلر من كتابه (كفاحي) في عام 1925 "تتحمل الحالة المسؤولية إعلان أهلية أي شخص سقيم أو غير سليم جينياً للأسباب تناسلية وعليه إتمام هذه المسؤولية دون شفقه" وأصبحت هذه الإيدلوجية الرئيسية عند النازيين مشوهين القيم العلمية وإستغلالها للأغراض السياسية محولين مفهوم البقاء للأصلح إلى الفناء للأضعف، النازية في إيدلوجيتها شوهة العلم في سياسات ومخططات دنيئه، وقام النازييون بعد ذلك بأختيار آلاف الأشخاص بحكم وجود إعاقة عقليه وقتلهم في غرف الغاز، لكي لايقومون بنشر جيناتهم للأجيال القادمة، وبنفس المنهج استغلوا المخططات هذه لتشمل تنقية ألمانيا من المعاقين والمنشقين السياسين والدينين ومنهم 6 مليون يهودي والتخلص منهم.
فهل المشكلة في العلم؟ أم في مفهوم البشر للعلم والتعصب للإيدلوجيات التي يضعونها البشر؟ .. فقد أصبح كتاب كفاحي لأدولف هتلر الكتاب المقدس بالنسبة للشباب النازيين .. فهل تختلف الشوعية والنازية عن أي فكر ديني دنيئ وخاصة الإسلام؟
فهل مشكلة الأرهاب في نظرية التطور أم في الإيدلوجيات التي يضعها أو يتبعها البشر؟ .. لماذا لم يذكر عدنان أوكطار هذه النقاط المهمه في كتابة؟ .. لماذا يصر أن سبب الأرهاب نظرية داروين ويصفها بالخديعة .. ثم يحاول جاهداً أسقاطها دون أن يحاول أن يظهر حقيقة ماقام به من يسميهم أنصار الداروينية في تشويه النظرية والقيم العلمية؟
أم هو خائف فقط على نظرية الخلق الألهي دون أن يمتلك عليها أدنى الأثباتات لذلك استغل التشويه الذي قاموا به إنصار الداروينية على حد زعمه، لتشويه الحقائق العلمية ككل .. واستغلالها لأنكار حقيقة التطور؟ .. والكذب على عقول من يجهل النظرية بمفهومها العلمي محاولاً تحويل النظرية من سياقها العلمي لسياق إيدلوجي أرهابي متهماً فيه النظرية بأنها هي سبب الأرهاب الذي حصل .. وليس مفاهيم وإيدلوجيات بشرية خاطئة إستغلها البعض.
اذاً استغل البعض النظريات العلمية للأرهاب وإبتكار إيدلوجيات، فلماذا يتناسا أن الإسلام أكبر إيدلوجية أرهابية متعصبة أليست هي ايضاً تحمل تعاليم سيئة أليست هي سبب الأرهاب في العالم وكل القضايا المعاصرة، ام هو فقط يريد أن يبرء نفسه من أتباعه للإيدلوجية الإسلامية الإرهابية ثم يتهم الملحدين بأنهم أرهابيون؟ .. هل نحن من قام بأحداث 11 ستمبر؟ .. هل نحن الملحدين الذين نقوم بقتل وتعذيب من يتجرء ويتنقد معتقداتنا؟ .. هل نحن الملحدين الذين قمنا بمحاولات قتل الرسام الدينماركي الذي رسم مستر صلعم؟
هل يحسدون الملحدين على موقفهم الحيادي؟ .. الملحدون لايمتلكون إيدلوجية فهم فقط يتخذون موقف حيادي وعقلاني ..
نحن لم نختر الإلحاد لأنفسنا لأننا نولد ملحدين .. بعكس من يختارون لهم آبائهم دينهم، هم يحسدوننا لأننا ننظر من خلال طبيعتنا الإنسانية للحياة، ننظر من خلال طبيعتنا الإنسانية لامن تعاليم سلبتنا النظرة الإنسانية وحرضت أفكارنا على طبيعتنا .. نحن فقط نتخذ موقف حيادي من جميع الخرافات والإيدلوجيات السيئة .. نحن عقلاء .. لانقبل الفرضيات بدون إثباتات وأدلة .. فهل سنصدق بوجود خالق بدون "إثبات" مثل البلهاء؟