فاروق السامعي
عدد المساهمات : 174 تاريخ التسجيل : 14/08/2010
| موضوع: ضياع اللحن أمام إغراء اللحم 24/09/10, 03:51 pm | |
| [size=21]حينما تصبح الأغنية جسداً ضياع اللحن أمام إغراء اللحم
[/size] الجمعة 17 إبريل-نيسان 2009 القراءات: 33فاروق السامعي كما كانت العولمة هي خلاصة التراكمات العالمية في مجال الاقتصاد ولم يعد الخبير الاقتصادي بحاجة إلى معرفة عوامل الانتاج والسوق وحجم العرض ومقدار الطلب وجملة المتغيرات الخارجية والداخلية وقوة المنافسة للسلع البديلة والعوامل الحدية وتوازن المستهلك وحدود الاشباع والمتاح من الموارد بل تحول فيه أو في إطارها ـ أقصد العولمة ـ هذا الخبير إلى دينكشوت عصري تفرغ لمحاربة طواحين الهواء داخل سوق خالٍ تماماً من السلع بقصد المتاجرة بالوهم مكتفياً بالتحديق والبحلقة في لوحة مؤشرات الاسهم وأعمدة عرض وطلب وأرقام طالع نازل.. وبس. كانت كذلك العوالم هي خلاصة الإبداع الفني ولم يعد الفنان بحاجة إلى كلمات تهز عواطفك وحواسك أو لحن يطربك ويشبعك نشوة.. بل أصبح عليه ايجاد كلمات تهزهزك وتهز خصرك ولحم يفتح شهوتك واشتهاءك ويشعل رغائبك المكبوتة إلى حد الغليان. نعم لقد ذهب زمان الأغنية التي تستمد قوتها من خلال الكلمات الراقية واللحن الجميل وحل زمان آخر اعتمدت فيه الأغنية على ألفاظ السوق والابتذال بملازمة اللحم الجميل و«هزي يانواعم».. وفي الحالتين لم يخل المنتوج الفني ـ بمجازية التعبير ـ من الذائقة والمتذوقين ذائقةالزمن الجميل ومتذوقي جسد الزمن الأجمل.. ورغم فارق الاقناع بين ما كان وماهو كائن للجمهور هل يتم ذلك من خلال شفافية الكلمات وجودة اللحن وجمال الصوت أم من خلال شفافية اللحم وجودته وجماله وقدرته على الاغراء والصوت مشي حالك أو مش مهم وكله فن يا جماعة. الله يرحم زمان حينما كان الواحد منا يغمض عينيه ليفتح اذنيه فقط وينصت بكل حواسه للجمل اللحنية والانتقالات وقدرت الصوت على تمثل الكلمات دخل اللحن فقط على حين أصبح علينا الآنفتح عيوننا إلى حد السقوط في شرك الاغراء ومتابعة كل حركة يقدمها اللحم المدلوق أمام عيونك.. رحم الله أيام كان الفن وجبة إشباع روحي وأصبح الآن فاتح شهية فقط وجوعاً غرائزياً لذيذاً وممتعاً. وداعاً لزمان السميعة وأهلاً بزمان البصاصين. مرجلة لك صرع. كنت أحسبك مفحوس من كثرة الدعاس والصبان زي الناس أو مثل خلق الله واكثر حبتين وقلت : ملي يمكن تزيدك بعد ذا كله الملاطم مرجله لك صرع ... مكانك مثلما عبده ربل عايش حياتك صعلكة تتعنتر وكل اللي معك صوتك واللي سلاحه صوته العالي مجوف مثل طبل لك صرع ... لك صرع.. مشتحلاش كلما أصدق نفختك وانتفاخك وأقول كنه صحيح قو صدق مش مثلما كل مرة تخيب ظننا فيبك وتقلب هيبتك لخاج أجد انه الخبر نفس الخبر أو كما قالها داؤود : هيذك هي تفاجئنا بنفس الطبع وأقول توبه وبعد الآن غبي اللي شصدق قصة الصعبي الذي قشش وأصبح ظبع لك صرع ... لك صرع.. تتنفخ كما بالون من علكة شونجم كلما زاد الهواء فيبه افتقش لك صرع ولك لعيصة تلعصك لك صرع
| |
|