الكرة الارض
لازالت مسكونة حتى اليوم من شعوب
معزولة لم تعرف الحضارة وترفض
الاتصال معها، إنهم شعوب لازالت
على الفطرة الاولى لم تتجاوز
مرحلة رقيها الحضارية مرحلة
العصر الحجري. معها تتعامل اليوم
اغلب الحكومات التي يتواجدون
على اراضيها بحذر وتفهم من خلال
تركهم على حريتهم وعدم التعرض
لهم او اجبارهم على إقامة علاقات
واحترام رغباتهم بالعزلة
الاخيارية والدفاع عن قرارهم ضد
الافراد والمنظمات التي تحاول
ترويعهم او الاتصال بهم بالقوة.
ان وجودهم ينقل الينا الماضي
المنقرض، ويعطينا الفرصة للرؤية
في اعماقه.
منذ فترة قصيرة حدث ان اثنان من
الصيادين الهنود الفقراء اصابهم
السكر من الخمر المحلي الذي
شربوه ولم ينتبهوا الى ان مركبهم
قد اقترب من الساحل الشمالي
لجزيرة سينتبنيال، والشعب الذي
يسكنها يعرف بالاسم نفسه. على
الاغلب صحوا من سكرهم صباح يوم 25
يونيو من عام 2006 عندما هاجمهم
سكان الجزيرة المغالين في
الانعزال والتخوف من الاغراب،
وقتلوهم. السكان المحليين على
هذه الجزيرة عدائيين ومنعزلين
للغاية عن بقية العالم. القلة
التي حاولت الاتصال بهم الغت
محاولاتها بعد ان تلقت كم من
السهام السامة. انهم شعب من
الشعوب التي تسمى شعوب الفطرة،
وهم مجموعات عرقية سكانية
انعزلت بوعي او عدم وعي بوجود
شعوب وحضارات اخرى ولم تتلوث
عاداتها واخلاقها ومفاهيمها
بسلوكيات من خارج جماعتها، مما
يعطينا الفرصة للنظر بمفاهيميهم
بما فيها الدينية.
المعلومات التي جاءتنا عنهم
كانت بوسائط مختلفة. احيانا بسبب
التقاء عمال الغابات معهم
بالصدفة او عن طريق إنضمام اقسام
من المجموعة الى المجتمعات
الحضارية او من قبل الفلاحين
الذين يلاحقوهم. من الصعب معرفة
العدد الكلي لهذه المجموعات
الباقية على الارض ولكن
التقديرات تشير الى حوالي 70
مجموعة، ومن الممكن ان قسم منها
هم تقسيمات ادنى للمجموعة نفسها
( كتشبيه مجازي العشائر المنقسمة
عن القبائل). اغلبهم في البرازيل
( حوالي 40 %) في حين بيرو بها 10-20
مجموعة. شعوب الفطرة توجد ايضا
في الباراغواي ومجموعة جزر
اندامانيرا الهندية، التي
تسكنها الى جانب المجموعة
العدائية التي اشير اليها في
البداية، مجموعتين اخريتين. في
بابوا غوينيا الجديدة يوجد ايضا
مجموعات نعرف منها على الاقل 300
تجمع، غير ان المعلومات عنهم
لاتكفي لمعرفة اعدادهم بصورة
دقيقة.
مجموعة من شعب في امريكا
اللاتينية korubo hut لاتعرف الملابس
نهائيا ولاتشعر بالحاجة اليها
ولايظهر ان تفهم معنى للعورة.