قبل أن يتحول العرش إلى نعشسيدي الرئيس .... فكر قليلا بالبروفة الأخيرة التي تجعلنا نحبك ونصفق لك
بكثير من الزهو يتحدث الحزب الحاكم و اقنيتة الإعلامية عن الطريقة التي وصل بها حاكم 7/7 إلى العرش الجمهوري وكسبه رهان البقاء طيلة ثلاثة عقود رغم معظم الرهانات التي كانت تذهب حينذاك إلى استحالة بقائه لأشهر ليس فقط على كرسي الحكم بل على قيد الحياة خاصة إن عدة أشهر لا تتجاوز العام السابقة لتاريخ حكمه احتفت بإزهاق أضحيتين قدمت روحيهما قرابين لهذا الكرسي غير المستقر.
لم يعد ملائما الآن الحديث المتعالي والمستفز لحدث جلوس حاكم طوته صحائف الأيام قبل أن يطوي هو صحيفتها ... أو حتى عن الكيفية التي وصل بها إلى سدة الحكم ومهما كانت سواء على ظهر دبابة أو داخل دباب أو تاكسي أو حتى عبر صناديق جثامين رفاق دربه خاصة في ظل ظروف وطن مجذوم تتآكل أطرافة وتكاد تسقط واحدة بعد أخرى .
إن إقامة مثل هذه الكرنفالات والانغماس الثمل في أنخاب وانتصارات مزعومة هي تكييف فج لأعراس دم قادمة واستفزاز صارخ لذاكرة شعب ليست مثقوبة تماما وإنما تحاول أن تتسامى على جراحاتها في سبيل الحفاظ على وحدة صف خوفا من أية تداعيات قد تدفعها إلى إنتاج درامي لإحداث صفين .
الفندم ربما استهوتة سياسة الرقص على رؤوس الثعابين ونسى تماما إن بعض العروش تتحول بقدرة أبي الحروف إلى نعوش وان بعض الثعابين بدأت تخرج عن نطاق السيطرة ولم يعد الأمر ..كله تمام يا أفندم .
البدايات الأسطورية مهما عظمت تكون لها نهاية حتمية ولا تكمن المعجزة في صناعة البداية وإنما في اختيار النهاية التي نحب كون الأمور تؤخذ بخواتمها .
ليس سهلا على أي زعيم عربي مهما كان حبة للديمقراطية ترك كرسي الحكم لأحد سواه طالما وهو على قيد الحياة ويصعب أكثر تخيل ذلك – أي نية التنحي الطوعي والاختياري – على زعيم تمنعه ثقافة البزة العسكرية و (برتوكولات حكام العرب) الإقدام على ذلك .
حتى وان انعدم السببان السابقان ونفدت فترة الصلاحية غير القابلة للتجديد فان مسيرات الاحتجاج الشعبية التي ستعم شوارع المدن رافضة لفكرة التنحي أو النفاذ القانوني التي يزمعها قائدها المؤبد أو يمنعها الدستور ... الأمر الذي سيدفع تواضعه الجم إلي النزول وليس التنازل عند رغبتها وإرادتها والامتثال الإجباري المعلن وليس المبطن لمطالبها في استمرار قيادة دفة العرش والسير بهذه الجماهير قدام قدام .
ولن يعجز الأعوان والمنتفعون من بقائه في حشد الجماهير لهكذا مسيرات تعودنا عليها قبل كل انتخابات زائفة وممسرحة وبعد كل خطاب تنحي تنقصه المصداقية .
يجب على الحاكم الحقيقي التفكير بجدية في سيناريو المشهد الختامي لحكمة بدلا من انتظار الدبابات التي تأتي بلا موعد والحياة تحت سقف رعب تربصات الرصاصات الصديقة القادمة من ألف خلف أو السقوط المرعب والبشع تحت أحذية ثورة الجياع التي تتحول أمعاؤها المؤقوتة إلى فتيل قابل للانفجار في أية لحظة .
بل يجب على الحاكم الحكيم اختيار البروفة الأخيرة له كما يحب ان يدونها التاريخ عنه لا كما يُسر ٌبها له مستكتبوه .
سيدي الرئيس فكر قليلاً بالبروفة التي تجبرنا على حبك والتصفيق لك.
الرئيسية 
