ملاحظات حول الطبقات والصراع الطبقي في المجتمع الأشتراكي
عودة الى النظريات السياسية الأخرى عودة الى ضد التروتسكيةلقد كان ستالين - شأنه في ذلك شأن ماركس وأنجلس ولينين - يعتقد أن المجتمع الأشتراكي خال من التناقضات بين اعضاءه وخال من الطبقات والصراع الطبقي (مجتمع غير طبقي) كونه (أي المجتمع الأشتراكي) المرحلة الاولى للشيوعية
وقد قال ستالين في هذا الصدد
ولدى المجتمع الاشتراكي امكان القيام بذلك ، اذ ليس في داخله طبقات صائرة الى الزوال يمكن ان تنظم المقاومة. ولا ريب انه ، ستوجد في النظام الاشتراكي ايضا قوى جمود متأخرة ، لا تفهم ضرورة تعديل علاقات الانتاج ، ولكن سيكون من السهل طبعا التغلب عليها ، دون دفع الامور الى درجة النزاع
ستالين ، القضايا الإقتصادية للاشتراكية في الاتحاد السوفياتي ، الطبعة العربية ، دار دمشق ، 1969 ، ص 84 - التلوين باللون الأحمر في هذا النص وجميع النصوص المقتبسة في ادناه من الصوت الشيوعي
لكن رغم ذلك اصر ستالين على بقاء دكتاتورية البروليتارية بعد اعلانه عن انتصار الأشتراكية الكامل في الاتحاد السوفياتي. وكان هذا الاصرار واحد من اهم المرتكزات التي استند عليها تروتسكي في رفضه اعتبار المجتمع السوفياتي مجتمعا اشتراكيا بل مجتمع انتقالي بين الرأسمالية والأشتراكية : فكيف تبقى دكتاتورية البروليتاريا في مجتمع لا طبقي كالمجتمع الأشتراكي؟ وضد من تمارس هذه الدكتاتورية؟ افليس المجتمع الأشتراكي مجتمع لا طبقي وبالتالي خال من البروليتاريا والبرجوازية كما صرح بذلك ستالين؟
علم لينين
ويقول ماركس ان هذا ((نقص))، ولكن لا مفر منه في الطور الأول من الشيوعية، لان المرء اذا لم ينسق مع الخيال لا يمكنه ان يفكر بان الناس، بعد اسقاط الرأسمالية، يتعلمون على الفور العمل للمجتمع بدون أية احكام حقوقية، ناهيك بان الغاء الرأسمالية لا يعطي فورا ممهدات اقتصادية لمثل هذا التغير
ولا وجود لاحكام غير احكام ((الحق البرجوازي)). ولذا تبقى الحاجة الى دولة تصون الملكية العامة لوسائل الانتاج وبذلك تصون تساوي العمل وتساوي توزيع المنتوجات
تضمحل الدولة، لأنه ينعدم الرأسماليون وتنعدم الطبقات فيستحيل بالتالي قمع أية طبقة
ولكن الدولة لا تضمحل بعد بصورة تامة، لأنه تبقى صيانة ((الحق البرجوازي)) الذي يكرس اللامساواة الفعلية. ولأضمحلال الدولة بصورة تامة يقتضي الأمر الشيوعية الكاملة
لينين ، الطور الأول من المجتمع الشيوعي ، الدولة والثورة ، المختارات في ثلاثة مجلدات ، الطبعة العربية ، المجلد 2 - الجزء 1 ، دار التقدم موسكو ، 1971 ، ص 474
[size=16]يقول ليون تروتسكي
[/size]
[size=16]ومن الأدق اذن ألا نعتبر النظام السوفياتي الحالي ، الغارق في تناقضاته الكثيرة ، نظاما اشتراكيا ، ذلك انه نظام انتقالي بين الرأسمالية والأشتراكية او ممهد للاشتراكية[/size]
[size=16][size=16]ويواصل تروتسكي[/size][/size]
[size=16][size=16]وبما ان الاتحاد السوفيياتي لم يدخل بعد في المرحلة الاولى للاشتراكية التي هي نظام متوازن للانتاج والاستهلاك، فان تقدمه مليء بالتناقضات. وتخلق التناقضات الاقتصادية صراعات اجتماعية تحتدم وفقا لمنطقها الخاص بها دون ان تنتظر تطور القوى الانتاجية. ولقد شاهدنا ذلك في مسألة الكولاك الذين لم يوافقوا على ان((تستوعبهم)) الاشتراكية ، وتطلب سحقهم ثورة اضافية لم يكن البيرقراطيون ومفكروهم يتوقعونها. فهل ستتقبل البيرقراطية التي تتركز السلطة والقوة بين يديها ان تذوب داخل الاشتراكية؟ هناك شك في ذلك ، ومن الاستهتار أن نثق بكلامها (ل. تروتسكي ، الثورة المغدورة ، الطبعة العربية الثانية ، ترجمة رفيق سامر ، دار الطليعة ، بيروت ، 1980 ، ص 35
[/size][/size]
[size=16][size=16][size=16]ويواصل تروتسكي[/size][/size][/size]
[size=16][size=16][size=16]لقد أعلن عن انتصار الاشتراكية الكامل في الاتحاد السوفياتي عدة مرات . وكان الاعلان قاطعا تماما ، بعد ((تصفية الكولاك كطبقة)). وفي 30 كانون الثاني / يناير 1931 ، كتبت البرافدا وهي تشرح خطابا ألقاه ستالين : ((سوف تصفي الخطة الخمسية الثانية ، البقية الاخيرة للعناصر الرأسمالية في اقتصادنا)) . كان على الدولة من وجهة النظر هذه ان تختفي دون عودة ضمن المهلة ذاتها لانها ستجد نفسها دونما عمل يعد تصفية البقايا الاخيرة للرأسمالية. ويتعرض برنامج الحزب البلشفي لهذا الموضوع بالشكل التالي : ((تعترف السلطات السوفياتية على رؤوس الاشهاد بالطابع الطبقي المحتوم لكل دولة ، ما لم يختف كليا تقسيم المجتمع الى طبقات ، وتختفي معه كل سلطة حكومية)) . ولكن ما ان حاول بعض المنظرين الموسكوفيين غير الحذرين ان يستنتجوا من تصفية ((البقايا الاخيرة للرأسمالية)) - التي يعترفون بأنها حقيقة واقعة - زوال الدولة ، حتى اعلنت البيرقراطية ان نظرياتهم ((مضادة للثورة
[/size][/size][/size]
[size=16][size=16][size=16]المصدر السابق ص 42[/size][/size][/size]
[size=16][size=16][size=16][size=16]ويواصل تروتسكي[/size][/size][/size][/size]
[size=16][size=16][size=16][size=16]ففي مقررات 20 آب / أغسطس 1935 أكد المؤتمر السابع للاممية الشيوعية ((ان النصرالحاسم للاشتراكية وتثبيت اركان دولة ديكتاتورية البروليتاريا من الجوانب كافة ، هما في الاتحاد السوفيياتي من نتائج النجاح في الصناعات المؤممة ، وتصفية العناصر الرأسمالية ، وطبقة الكولاك . ان شهادة الاممية الشيوعية ، رغم ظاهرها الجازم ، تبدو متناقضة بكل عمق : فاذا كانت الاشتراكية قد انتصرت ((بشكل نهائي وحاسم)) ، لا كمبدأ ، ولكن كتنظيم اجتماعي حي ، فان ال ((تثبيت)) الجديد لأركان الديكتاتورية هراء واضح . أما اذا كان تثبيت الدكتاتورية ، يستجيب على العكس للحاجات الحقيقية للنظام ، فهذا يعني اننا لا نزال بعيدين عن انتصار الاشتراكية . على كل سياسي واقعي ، لا الماركسي وحسب ، أن يعي بأن ضرورة ((تثبيت الدكتاتورية ، أي تثبيت الاكراه الحكومي ، لا تعني انتصار تناغم اجتماعي بلا طبقات ، بل زيادة الصراعات الاجتماعية الناجمة عن نقص وسائل المعيشة ، التي هي في الاصل نتيجة لانخفاض مردود العمل[/size][/size][/size][/size]
[size=16][size=16][size=16][size=16]المصدر السابق ص 43[/size][/size][/size][/size]
[size=16][size=16][size=16][size=16]يقول ليون تروتسكي :[/size][/size][/size][size=16][size=16][size=16] ...... اجاباتنا لا تستهدف مطلقا التمويه على الوضع الحالي للأتحاد السوفيياتي ، ولا الأستهانة بالانجازات الاقتصادية والثقافية ، ومع ذلك وبدرجة ادنى ليست لتصوير الأشتراكية كمرحلة قد تم الوصولاليها. فالنظام السوفيياتي هو نظام انتقالي ، مليء بالمتناقضات والصعوبات الجمة وسيضل كذلك لمرحلة طويلة. مع ذلك ، يجب أن نأخذ الحقلئق في ضوء تطورها. الأتحاد السوفيياتي أخذ ميراث امبريالية رومانوف. لقد عاش الأتحاد السوفيياتي لمدة 15 سنة محاطا بعالم معادي[/size][/size][/size][/size]
[size=16][size=16][size=16][size=16]العلاقات الأسرية في ظل السوفييات ، اجابات لليون تروتسكي على 14 سؤال ، كتب قي 1932 ، ونشر في 1934 ،[size=16] المصدر: الصراع الطبقي الجريدة الرسمية للعصبة الشيوعية للنضال (قريبة من المعارضة اليسارية الأممية) ، الجزء 4 نوفمبر 6-7 ، حزيران-تموز 1934 ، تمت الترجمة الى العربية بواسطة الصوت الشيوعي اعتمادا على النص الانكليزي المنشور في ارشيف الماركسيين على الأنترنيت على الرابط الآتي[/size][/size][/size][/size][/size]
[size=16][size=16][size=16][size=16][size=16][size=16][size=16]********************
[/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size]
[size=16][size=16][size=16][size=16][size=16][size=16][size=16]على الرغم من صحة تشخيص تروتسكي للنظام الاجتماعي السوفيياتي بانه مرحلة انتقالية ، لكنه (ومعه المعارضة الشيوعية) قد[/size][/size][/size][/size][/size][/size][size=16][size=16][size=16][size=16][size=16][size=16] اخطؤا خطا فادحا عندما اعتبروا أن هذا المجتمع "الأنتقالي" ليس مجتمعا اشتراكيا [/size][/size][/size][/size][/size][/size][size=16][size=16][size=16][size=16][size=16][size=16]بل مرحلة انتقالية بين الرأسمالية والأشتراكية. ان المجتمع السوفيياتي في عهد ستالين ، رغم كل عيوبه ، هو مجتمع اشتراكي لأنه[/size][/size][/size][/size][/size][/size][size=16][size=16][size=16][size=16][size=16][size=16] خال من الاستغلال الرأسمالي المتأتي من استحصال القيمة الفائضة ذلك انه مجتمع خال من الملكية الخاصة الرأسمالية - أي الملكية الخاصة ذات الحجمين الكبير والمتوسط - والتي تشكل مصدر القيمة الفائضة ، فمن هنا تتأتى اشتراكية المجتمع السوفيياتي في عهد ستالين....... [/size][/size][/size][/size][/size][/size][size=16][size=16][size=16][size=16][size=16][size=16]ان اصرار تروتسكي - ومعه المعارضة الشيوعية - على عدم اعتبار المجتمع السوفيياتي مجتمعا اشتراكيا يرجع الى اعتقادهم[/size][/size][/size][/size][/size][/size][size=16][size=16][size=16][size=16][size=16][size=16] الخاطىء [/size][/size][/size][/size][/size][/size][size=16][size=16][size=16][size=16][size=16][size=16]بعدم امكانية تحقيق الأشتراكية في بلد واحد...... اذا ما هو حل هذه الأحجية : احجية بقاء التناقضات بين اعضاء المجتمع السوفيياتي (الأشتراكي) وبقاء الطبقات والصراع الطبقي فيه؟! لقد بين ماو تسي تونغ حل هذا المعضل : الأشتراكية هي مرحلة انتقالية بين الرأسمالية والشيوعية ، وليس مرحلة اولى للشيوعية وبالتالي وجوب خضوعها لقوانين شيوعية فقط لا غير كما اعتبرها ماركس. ان كون الاشتراكية مرحلة اولى للشيوعية يتفق مع كونها مجتمع لاطبقي ووجوب خضوعها لقوانين شيوعية فقط : أي الاكتفاء بالحوافز المعنوية والسياسية والغاء الحوافز المادية التي تراعي كمية الانتاج ، في حين لو كانت الأشتراكية مرحلة انتقالية بين الرأسمالية والشيوعية ستكون عندئذ مجتمع طبقيا يستمر فيه وجود الطبقات والصراع الطبقي[/size][/size][/size][/size][/size][/size][size=16][size=16][size=16][size=16][size=16][size=16] ويجب أن يخضع لقوانين مزدوجة رأسمالية-شيوعية : أي استعمال الحوافز المادية جنبا الى جنب مع الحوافز المعنوية والسياسية مع اعطاء الاولوية للحافز المعنوي والسياسي وتغليبه على الحافز المادي ......[/size][/size][/size][/size][/size][/size][size=16][size=16][size=16][size=16][size=16][size=16] سنحاول التطرق الى هذا الموضوع بالتفصيل في مقالات اخرى[/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size]
[size=16][size=16][size=16][size=16][size=16][size=16][size=25]الصوت الشيوعي[/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size]