وسام محمد
عدد المساهمات : 2 تاريخ التسجيل : 27/08/2010
| موضوع: المشترك: دفاعاً عن العقلانية السياسية 30/08/10, 12:14 am | |
| المشترك: دفاعاً عن العقلانية السياسية بقلم/ عدلي عبدالقوي العبسي (188 قراءة) الأحد 29 أغسطس-آب 2010 01:29 ص -------------------------------------------------------------------------------- المشترك هو تكتل أحزاب الثورة اليمنية والطليعة الحاملة لهم الوطن والشعب اليمني ن صانعة مجد وشرف اليمنيين ،من سطر ملحمة النضال والإبداع السياسي طيلة السبعين عاما التي انقضت ،يشهد على ذلك التاريخ اليمني المعاصر.
وهو يمثل الكتلة التاريخية التي ستحمل سفينة الوطن اليمني الى بر الأمان في العقود القليلة القادمة من الزمن ،وهذه مسألة نثق فيها ثقتنا بالحكمة اليمانية نفسها ،وثقتنا بحتمية التطور والنضوج في الوعي والممارسة السياسية لهذه النخبة الطليعية
لا أحد يجرؤ على اتهامه بالجمود والتبلد السياسي ، لان هذا التحالف الوطني الديمقراطي العظيم وهو بالمناسبة (الأول من نوعه في المنطقة العربية، بل وفي الإقليم كله) خطواته كانت دائما مدروسة وبمنهجية علمية راقية ،فلا انتحار سياسي ولا مغامرة غير محسوبة ،لا ممارسات آنية ضيقة وخائبة ،ولا مشاريع صغيرة يقدمها ، قرأ الظروف الراهنة وتمعن في المستجدات والمتغيرات والتحولات السلبية والايجابية التي جرت منذ مطلع العقد الحالي وحتى الآن ، فاستنبط من ذلك كله الدروس والعبر والممكنات وتعاطى معها بكل إتقان واحتراف .
ويندر أن تجد في سياساته وتكتيكاته وقراراته أي تهور أو أخطاء فادحة كتلك التي يصنعها الآخرون بل هو يراعي فن الممكن ويعمل من اجل مصلحة الشعب أولا وأخيرا ،ويدرس بتأن ظروف المرحلة الحالية من التطور الاجتماعي التي يمر بها مجتمعنا ،ويعلم طبيعة التركة الثقيلة من الموروث المشحون بالنزاعات والعقد والكراهية والجهل والاستبداد والبنى والعلاقات الاجتماعية التقليدية والمتخلفة ،وهي تركة تمتد الى آلاف السنين.
مشروعه هو الوطن كله ،وهو مشروع النهوض الحضاري وقبل ذلك مشروع الإنقاذ الوطني .
وقد شخص بشكل يبعث على الإعجاب والدهشة كل جذور وأبعاد الأزمة الوطنية وقدم رؤيته لها والحلول الممكنة وقد اخذ على عاتقه الدفاع عن القضية الجنوبية باعتبارها المدخل لحل القضية الوطنية وهذا طرح صائب مائة بالمائة ،إذ لا يمكن حل مشكلة الوطن إن لم يتم وضع الجنوب في وضعه الصحيح كشريك في المعادلة الوطنية ،فالجنوب هو شريك الوحدة وهو شريك الديمقراطية وهو شريك التنمية وهو من قدم للشعب اليمني رؤية المشروع الوطني الديمقراطي الحضاري الذي نستظل اليوم في المشترك بظل هذه الرؤية ونتمسك بها وبجوانبها وأبعادها لكونها المسار الصحيح الذي ينبغي أن نسلكه في قادم السنوات .
نعم، كانت دعوة المشترك للحوار الوطني الشامل تمثل قمة العقلانية السياسية والنضوج الفكري وقمة السلوك الديمقراطي الرفيع والمتحضر، ولو كان الفيلسوف الألماني المعاصر هابرماز صاحب نظرية التواصل حاضرا وموجودا في بلدنا في هذه الفترة لشعر بالإعجاب والارتياح ،فثمة تجسيد للعقلانية والنور وسط ظلمة حالكة هي من اشد فترات السواد قتامة ومن اخطر اللحظات في تاريخنا اليمني كله ، حين اصبح بلدنا على أعتاب التشظي والحرب والانزلاق نحو الدمار الشامل والارتكاس والارتداد إلى القرون الوسطى .
اجل ، سياسات المشترك الحالية لمن يتابع بحصافة تتلاقى مع ماهو ممكن ومتاح ومعقول.
ولننظر إلى أساليب اللجوء إلى القوة والعنف والإرهاب أو الاحتماء بالقبيلة والمناطقية والجهوية أو التمترس خلف الطائفية والمذهبية البغيضة او اللعب بأوراق التضليل الإعلامي والتحريض على الكراهية أو تأليب هذا الطرف الإقليمي أو ذاك ( سواء من قبل الجماعات او من قبل الدولة ) وهي بالتأكيد خيارات حمقاء وجاهلية لن تقدم حلا للأزمة بل العكس تعقد المشكلة وتفاقمها.
يكفي فقط ان نتأمل كل نداءات ومناشدات المشترك وسعيه الدؤوب من اجل إيقاف الحرب الظالمة في صعدة والتي لم يكن لها من حصيلة سوى الخراب والدمار وخسائر فادحة في الاقتصاد وتشظي اجتماعي وحروبا قبلية أهلية صغيرة تستعر بين الحين والآخر كإحدى تداعيات تلك الحرب .
وكذلك الأمر مع سياسات الفساد والإفقار والجرع والرضوخ الأعمى لوصفات صندوق النقد الدولي وسياسات عسكرة الحياة المدنية وإعادة إنتاج مستمر للهيمنة القبلية من خلال الترويج لقيم القبيلة وثقافته وإعادة إحياء لتكويناتها المتسلطة خاصة في المحافظات الجنوبية .
ماذا أثمرت هذه السياسات التي حذر منها مرارا وتكرارا اللقاء المشترك وطرح في برنامجه الانتخابي وفي برامج أحزابه البديل الواقعي والممكن تركيزا على ضرورة بناء مجتمع مدني قوي و اقتصاد ذو بعد اجتماعي وديمقراطية اجتماعية تدعم ديمقراطية سياسية حقيقية وليس هامشا ديمقراطيا يجري خنقه باستمرار واستراتيجية لتنمية مستدامة وعلى تنمية ثقافية حقيقية تطلق الطاقات والحريات وتنمي مفاهيم الحوار وتغرس في الجيل الجديد قيم حب الوطن وحب الحضارة. | |
|