Admin Admin
عدد المساهمات : 123 تاريخ التسجيل : 13/08/2010
| موضوع: الماركسية اللينينية و ( الرفاق ) في اليمن الديمقراطي ومنغستو وسياد بري 21/10/10, 04:08 pm | |
| الماركسية اللينينية و ( الرفاق ) في اليمن الديمقراطي ومنغستو وسياد بري كتب الصديق العزيز والكبير سيمون خوري ثلاث مقالات حول التجربة السياسية ، في اثيوبيا ، الصومال ، واليمن الديمقراطي . شرح فيها مجريات الصراع الذي دار بين ( الرفاق ) في الدول الثلاث ، من قتال وحروب ومجازر ، طالت ( الرفاق ) وألأبرياء من مواطني هذه الدول . وكانت المقالات غنية بالمعلومات حول تاريخ هذه الدول ، ووضعها الأقتصادي والأجتماعي ، وكانت نتيجة هذه المقالات ، تحميل الماركسية اللينينية اسباب ونتائج هذه الصراعات ، وإلقاء تبعية المجازر على عاتق الماركسية اللينينية . لكن السؤال هنا ، هل حقاً كان ( الرفاق ) في الدول الثلاث شيوعيين !!؟؟؟ لنبدأ باليمن الديمقرطي كان ( الرفاق ) في اليمن الديمقرطي جميعهم من المنتمين الى حركة القوميين العرب ، وتشبعوا بالفكر القومي العروبي ، وناضلوا في سبيله ، وحكموا في بداية الاستقلال من الإستعمار الأنكليزي على هدى هذا الفكر . أتت هزيمة 1967 ، فاحدثت صدمة شديدة لدى هؤلاء القوميين العرب ، فقرروا إعتناق الفكر الماركسي اللينيني ، كأن الأفكار مثل الملابس تبدل كلما تغير مزاج أصحابها ، وشكلوا الحزب الإشتراكي الموحد . نفس الشئ حدث للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القومية الفكر ، حيث اعتنق ( الرفاق ) الأفكار الشيوعية ، فذهب الرفيق نايف حواتمة لليسار وشكل الجبهة الشعبية الديمقراطية ، وبقى الرفيق جورج حبش في الوسط مع التزامه بالشيوعية ، اما احمد جبريل فبقى على فكره القومي مشكلاً الجبهة الشعبية القيادة العامة . وتشتت باقي القوميين العرب ، بين الإشتراكية العربية ، والناصرية ، والقومية العربية . ولم يكتف ( الرفاق ) القوميين بإعتناق الديانة الجديدة ، بل اصبحوا منظرين ومؤدلجين لها . نعود لليمن الديقرطي ، كانت العاصمة عدن المدينة الوحيدة تقريبا المتحضرة ، بحُكم كونها ميناء ، وبحُكم الوجود الإنكليزي فيها ، وكانت باقي المناطق متخلفة وتسيطر عليها القيم القبلية ، ولم تكن هناك طبقة عاملة قوية ومنظمة ، لتكون الحجر الذي تبنى عليه الشيوعية ، اراد ( الرفاق ) فرض الشيوعية على هكذا بلد لاتتوفر فيه الظروف الموضوعية لتطبيق الشيوعية او حتى الإشتراكية باي شكل من اشكالها . بدأ ( الرفاق ) بالصراع والإقتتال ، بحُكم إنتمائهم القبلي المختلف ، وطموحهم للسيطرة على الحكم . وجرى ما جرى من قتال ومذابح بحق بعضهم البعض وبحق الأبرياء من الناس من مواطني اليمن الديمقرطي ، وقد شرح الصديق سيمون ذلك بصدق وموضوعية ، ونقل الحقيقة كاملة ، استمر ( الرفاق ) بالإقتتال والصراع ، الى ان انتهت تجربة اليمن الديمقراطي ، والُحق بالقوة باليمن السعيد ؟؟ انتهت هذه التجربة بايجابياتها وسلبياتها ، وكانت السلبيات أكثر ، والنتيجة هي تحميل الماركسية اللينينية فشل التجربة وما حدث من حوادث . ناتي ( للرفيق ) القائد محمد سياد بري مؤسس الحزب الماركسي اللينيني الصومالي !!! ، ( الرفيق ) عسكري في بلد متخلف ، قبلي ، متدين ، لاتوجد به طبقة عاملة ، او حتى معامل بالمعنى الصحيح للمعمل ، بلد زراعي وانتاجه المعروف هو الموز . قفز ( الرفيق ) الى السلطة بانقلاب عسكري ، في بلد لاتوجد به تقاليد عسكرية متوارثة ، سوى الرتب العسكرية !! ، وأعلن تبنيه ( الماركسية اللينينية ) وأنشا حزبها الثوري حزب الطبقة العاملة الصومالية !! ، بقرارفوقي من سيادته . وفرض ذلك في بلد لايعرف الاحراب ولا العمل الحزبي او العمل الديمقراطي ، و (الرفبق ) الجنرال نفسه لايعرف حرفاً عن النظرية الشيوعية ، فعل ذلك طمعاً بالدعم السوفييتي . وأفضل إنجازاته كان الحرب مع أثيوبيا ، حيث كان يحكم هناك الجنرال ( الرفبق ) منغستو هيلا مريام ، واستمر التطاحن الى ان وصل الصومال الى حاله الان ، ومنعاً للاطالة نفس الشئ ينطبق على ( الرفيق ) منغستو مع الآختلاف البسيط . اعود للسؤال ، لماذا تتحمل النظرية الماركسية اللينينية ، أخطاء ( الرفاق ) ؟؟ الذين إعتنقوها بدون معرفة او دراية بقوانينها ؟؟ فقط لتنفيذ مصالحهم الخاصة ، وطلباً للدعم السوفييتي ؟؟ ، وطبقوها في مجتمعات لم تكن أصلاً مستعدة لها ؟؟ وطبقت بصورة خاطئة ، وبطريقة قسرية !!؟؟. النظرية الماركسية اللينينية ، نظرية ثورية لاتؤمن بالإنقلابات العسكرية ، ولاتفرض مبادئها بالعنف او القوة ، بل تؤمن بالعمل الجماهيري المنظم للوصول للحكم . لدينا تجارب الاحزاب الشيوعية في البلدان العربية ، العريقة بنضالها بين الجماهير ، ولنأخذ الحزب الشيوعي العراقي مثلاً ، الحزب الشيوعي العراقي واحد من اكبر الاحزاب الشيوعية في الوطن العربي ، كان الحزب يناضل في سبيل حياة برلمانية صحيحة ، وبحق الشعب بانتخاب ممثليه بالبرلمان بكل حرية ، ولم يجنح للعنف ، ومع كل عمله السلمي ، لم يسمح له بالعمل العلني في العهد الملكي لان ( افكاره هدامة ) وكذلك لم يسمح له بالعمل العلني اويجاز في العهد الجمهوري ايضاً . كان الحزب مسيطراً على الشارع في العهد القاسمي ، وله قوة كبيرة في الجيش ، ومع ذلك رفض الحزب القيام بإنقلاب عسكري وأستلام السلطة ، مع العلم أنه كان قادراً على ذلك ويتمتع بدعم جماهيري كبير ، وماذا كانت النتيجة ؟؟ قام البعث بإنقلابه بدعم من الإدارة الأمريكية ومخابراتها ، وقتل واعتقل عشرات الألوف من الشيوعيين بمباركة ودعم من الإدارة الأمريكية والعالم الحر والدول العربية . كل الأحزاب الشيوعية في الدول العربية ، من الحزب الشيوعي السوداني ، المصري ، السوري ، الأردني ، اللبناني ، كان نضالهم سلمياً ، وعملهم السياسي سلمي ، ومع ذلك تعرضوا للتنكيل والتقتيل والإعتقال والتعذيب ، ويمكن العودة الى برامجهم السياسة ، ومؤتمراتهم والأطلاع عليها . لنلقي نظرة على الاحزاب الشيوعية الأوربية ، قادت الأحراب الشيوعية في اوربا أثناء الحرب العالمية الثانية ، المقاومة ضد النازية والفاشية ، وهم من كان يقاتل الجيوش النازية والفاشية ، وعند أنتهاء الحرب كان للشيوعيون القوة الجماهيرية للحكم ، في فرنسا وايطاليا واليونان ، ولكنهم منعوا بالقوة من قبل الحلفاء ، من أستلام السلطة عن طريق الأنتخابات الديمقراطية ، تقبل الشيوعيون ذلك ، واستمروا بالنضال الديمقراطي السلمي ، ولم يقوموا باي عمل من اعمال العنف ، محاولة للحكم ، وقراءة بسيطة لتاريخ اوربا الحديث يثبت ذلك . هذه هي الشيوعية تؤمن بالنضال الجماهيري السلمي الديمقراطي للوصول الى الحكم ، سلاحها الفكر العلمي والجماهير ، والعنف بعيد عن مبادئها ، إلا اذا اضطرت للدفاع عن الجماهير . لنلقي نظرة على الجانب الأخر ، على العالم الحر الديمقراطي ، كانت الأدارة الأمريكية ، تدعم كل الطغاة والأنظمة الديكتاتورية في العالم ، ومؤيدة من قبل العالم الحر ، كانت الإدارة الأمريكية تعتبر أمريكا الجنوبية حديقتها الخلفية ن وكانت تُغير الأنظمة حسب رغبتها ، وتستعمل العسكر في تلك الدول لتنفيذ ذلك ، وكانت دول أمريكيا الجنوبية تسمى بدول الموز ، لان شركة الفواكه الأمريكية كانت تحكم القارة بالتعاون مع المخابرات الأمريكية والعسكر في تلك البلدان ، والتاريخ ملئ بتلك التجارب . لنأخذ دولة تشيلي مثالاً ، أُنتخب الرئيس سلفادور اليندي من قبل الشعب ، بأنتخابات حرة اشرفت عليها الحكومة السابقة ، وفاز فوزاً كبيراً ، بقى الرجل يحكم بنفس القوانين التي أقرتها الحكومات ( الحُرة ) قبل إستلامه الحكم ، ولكن ذلك لم يعجب الأدارة الأمريكية ، خوفاً من تكرار التجربة في دول أُخرى وتأتي حكومات لا تخضع لها ، فأوعزت للجنرال بينوشية للقيام بإنقلاب على من إنتخبهم الشعب التشيلي . وقام الجنرال بمذابح ومجازر بحق الاشتراكيين والشيوعيين وقتل عشرات الألوف منهم ، وكل ذلك بمباركة وتأييد من الإدارة الأمريكية والعالم الحر بدعوى الدفاع عن الحرية والديمقراطية ؟؟؟!!! . لنذهب الى اسيا ، في ايران أستلم الحكم مصدق وكانت له جماهيرية كبيرة بين الشعب الإيراني ، لم يكن مصدق إشتراكياً او شيوعياً ؟؟ ، كان وطنياً تجرأ واعاد النفط لأصحابه ، هرب الشاه ، وأُعيد بإنقلاب عسكري من تنظيم المخابرات الأمريكية وشركات النفط ، بدعوا الدفاع عن الحرية والديمقراطية ، وذبح الألوف من الشيوعيين والوطنيين الإيرانيين في أندونيسيا وصل سوكارنو الى الحكم عن طريق الإنتخابات ، ولم يكن شيوعياً او اشتراكياً ، قام الجنرال سوهارتو بإنقلاب عسكري بدعم من الإدارة الأمريكية والعالم الحر ، وذبح أكثر من نصف مليون شيوعي والشعار الدفاع عن الحرية والديمقراطية ؟؟!! ، وشاهدوا اين وصلت اندونيسيا الان . في أفريقيا وصل لومومبا للحكم في الكونغو عن طريق الإنتخاب الشعبي ، قام تشومي بانقلاب قتل فيه لومومبا وألوف من الشعب الكونغولي ، بمباركة من الإدارة الأمريكية ، والحجة الدفاع عن الديمقراطية والحرية . في أفغانستان ، هل كان احمد شاه مسعود وحكمتيار ، قادة المجاهدين المسلمين ، ديمقراطيان وليبراليان ، عندما استقبل الرئيس ريغن أتباعهما في البيت الأبيض ، واطلق عليهم مجاهدي الحرية ؟؟؟!!! ، والنتيجة طالبان والقاعدة !!! . شنت الإدارة الأمريكية الحرب على كوريا وفيتنام ولاوس وكمبوديا ، لان تلك الشعوب أرادت ان تملك إرادتها وحريتها ، وقتل الملايين من أبناء تلك الشعوب ، شُنت تلك الحروب تحت شعار الدفاع عن الحرية والديمقراطية ؟؟؟!!! . السؤال الرئيس هو : ـــ هل تُحمل الديمقراطية والحرية ، هذه الأفكار الرائعة ، نتيجة ما قامت به الإدارة الأمريكية وأتباعها ، من أنقلابات ومذابح بحق الشعوب ؟؟؟ من التعسف والظُلم أن تُحمل هذه الأفكار والقيم والمفاهيم الأنسانية ما قامت به الإدارة الأمريكية وحلفائها من مجازر وإنقلابات بحق الشعوب ، لقد إستغلت تلك الإدارات هذه الإفكار لصلحها ولصالح الطبقات المسيطرة . وكذلك من الظُلم والتعسف أن تُحمل النظرية الماركسية اللينينية هذه النظرية الإنسانية التي تسعى لخدمة الطبقات الكادحة والمسحوقة والمهمشة والنضال في سبيل نيل هذه الطبقات لحقوقها ، وأقلها العيش بكرامة ، وبشكل يحفظ لها إنسانيتها ، ما قام به ( رفاق ) إستغلوا هذه الأفكار لتحقيق غاياتهم ؟؟ قد يعتنق واحد من الطغاة ، الديانة البوذية ، ويقوم بمذابح للمسيحين والمسلمين ، بحجة أنهم كفرة ولا يؤمنون بالبوذية . هل تُحمل هذه الديانة المُسالمة ، نتيجة إعتناق هذا الطاغية لها ؟؟؟ . تحياتي | |
|