فاروق السامعي
عدد المساهمات : 174 تاريخ التسجيل : 14/08/2010
| موضوع: العودة إلى اليسار ..عبدالله علي صبري 16/10/10, 04:17 pm | |
| العودة إلى اليسار ! | 04/08/2010 | عبدالله علي صبري: | احتضنت مركزية الحزب الاشتراكي الخميس الماضي ندوة جديدة في عنوانها وفي المضامين التي تناولت شجون اليسار اليمني في ظل الأزمة الوطنية العامة، وتراجع الهامش الديمقراطي إلى حدود متدنية، لم تعد تسمح بتمايز كبير في الرؤى والتصورات البرامجية، وهو ما ساعد على قيام تكتل اللقاء المشترك المعارض! اختار منظمو الندوة عنوان " عودة اليسار" في لغة تفاؤلية، تفتقر إلى الواقعية، وإن كانت تعبر عن أحلام مشروعة لفئة كبيرة من اليمنيين، لعلي واحداً منهم، فبرغم عدم التوافق كلية مع الثقافة اليسارية، إلا أن تراجع اليسار في اليمن، ترك فجوة هائلة، سمحت للبديل العصبوي (الديني والقبلي) بالمزيد من التمدد على حساب حركة العصر ومتغيراته. عالمياً يبدو الوضع مختلف، إذ تحققت " العودة إلى اليسار" في عدد من الدول اللاتينية، كما أن الأزمة المالية التي عصفت بالولايات المتحدة الأمريكية، وتنذر باضطراب مماثل يتهدد أوروبا، فرضت على ساسة الدول الرأسمالية، اللجوء إلى حلول اقتصادية تستند إلى المبادئ الماركسية ذاتها. غير أن العودة إلى اليسار شيء و " عودة اليسار" شيء آخر، فلو كانت منظومة اليسار صالحة للبقاء لما انهارت في عقر دارها!، وهذا لا يعني بالضرورة أن الرأسمالية ستظل الأصلح للبشرية، فالسنن الكونية لا تجامل أحداً " فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض". من هذا المنطلق فإن العودة إلى اليسار تعني العودة إلى القيم الإنسانية المشتركة( كالعدل والمساواة)، وهي القيم التي جاء بها الإسلام، ومن خلالها يمكن الحديث عن يسار إسلامي، يؤمن بالعدالة كما يؤمن بالحرية، وكرامة الإنسان. ومن قبل عرفت أوروبا الديمقراطية الليبرالية، كطريق ثالث بين الرأسمالية والاشتراكية، بيد أن العولمة برأسها الأمريكي أضرت بنظام التأمينات الاجتماعية التي تميزت بها أوروبا الغربية. واليوم فإن أوروبا على أبواب أزمة اقتصادية، قد تفرض عليها اللجوء إلى المزيد من الحلول اليسارية! في مخاض كهذا يجد دعاة الأسلمة فرصتهم للترويج لما يعرف بالاقتصاد الإسلامي، وقوامه (البنوك الإسلامية) لولا أن هذه البنوك، تحرص على الشكل الديني فيما جوهرها ربوي صرف، وهو ما يستوجب مراجعة فكرة هذه المصارف، وترشيدها، بالاتجاه نحو الأنسنة، في الاقتصاد كما في السياسة، وذلكم طريق الرشد الذي يمكن أن يجتمع عليه اليمين والوسط واليسار.
Abdullah.sabry@gmail.com
| |
| |
|