فاروق السامعي
عدد المساهمات : 174 تاريخ التسجيل : 14/08/2010
| موضوع: توفيق الزگري الموت في گتابة الحياة 13/10/10, 03:57 pm | |
| توفيق الزگري لموت في گتابة الحياة أبي… أتذكرني حين كنت على دربك المتشعب في الريح أمنية.. أتذكرني حين شق النسيج تلافيف ذاكرتي فابتسمت … إذا سوف تذكرني ميتاً قبل تلك الثلاثين عاماً مضت كي تكون أبي وأنا الولد المتربع عرش السنين التي لم تزل في عروقي مهياة للنزيف (مارس 1963م) (مارس 1993م) بين الرقمين احتفل به العمر وتعطرت الحياة بأنفاسه. توفيق الزكري ـ الزكيرة ـ حجرية ـ تعز ماجستير في الإدارة المدرسية توفي عن ثلاثين عاماً آه .. ما اتعب الموت يا اصدقائي حينما ترتضيه الوجوه وحين يصير صديقاً أليفاً عند باب الحياة (سنتان جعلتا من الشاب الثلاثيني النحيل الخجول العائد تواً من المملكة الاردنية حاملاً شهادة الماجستير في الإدارة المدرسية قامة شعرية يشار إليها بكل اقتدار من الأدباء..) محمد عبدالوهابي الشيباني في تقديمه للمجموعة الشعرية للراحل توفيق الزكري التي قام بجمعها بمعية الراحلين نبيل السروري وعدنان ابو شادي والموسومة بـ «شاهد الورد والغبار» ـ وبعد مدار من الموت والحب والحزن أبعث فيك كأنك أنت التي لملمت مزقي فاستويت بعينيك خلقاً جديداً وحاورت نبض الشوارع والناس والعبث المتطاير من تعب عابر في الطريق كان يشتم رائحة الموت وهي تقترب منه وتراود جسده النحيل ولذلك تميز وخلال عامين فقط بغزارة انتاجية وحضور مكثف وكبير لنصوصه في الصحف اليمنية بين عامي 91 ـ 93م ربما ادراكاً واعياً منه بقرب الأجل ودنو ساعة الرحيل إلى عالم آخر. ـ تستطيعين أن تذكري تعب النائمين على قاعة الدرس والوافقين على غصن اعصابنا تستطيعن أن تذكرين إذاً الشهود كثيرون…. لكنك الشاهد الذي يتذكر كل التفاصيل الذهاب إلى المطعم الجامعي والوقوف على حانة الموت قرب الأغاني والحديث على ماحدث الاستخدام الطاغي لكلمة الموت في معظم قصائده يدل بما لايدع مجالاً للشك بقدرة الشاعر استشعار الغيب ويرجح أنه كان يكتب بحاسته السادسة. ـ تستطيعين أن تذكري العاصفة قبل ثلاث سنين ومليون موت وحزن جميل قبل هذا التسكع في قمر الذكريات الموجج من خمرة النائمين وذاكرتي الواقفة من تعب الشيب ومن خجل الفتيات من الحب ومن شوقهن المبرر للانهيار بحضن الحبيب ومن خوفهن المرتب من قمر المعصية هذا الذي يشبه الريح في ذعرها وانشغال الحياة بتدليل اطفالها الطيبين قدم الموت بقوالب متنوعة للحياة والعلائق الإنسانية وصلتها بالطبيعة ولم تكن احتفاءاً مفرداً بالموت بل تفنن في مزجها بتوابل الحياة. وكإحصاء قمت به للموت كمفردة في مجموعة «شاهد الورد والغبار» لتوفيق الزكري كانت النتيجة التالية:
عنوان النص : الغناء في مشاتل الاحزان أصوات البحث عن وريقة الحناء نبضات «مائدة النهار» تنهدات المدينة مرثية النهاية شواطئ العاصفة قابلة الغيم زوبعة القصيدة احلام رحيل عذاب توقيع شظايا ياالعاشق «احتراق» تداعيات الشفق قصائد ينابيع امرأة للكتابة القصيدة اسطورة القلب تجليات امرأة الضوء شاهد الورد والغبار بثينة ـ خولة زهرتان الشاعر والمدينة لهن ارتحالي لهن أموت على فرحتي واقفاً الهدية اغتيال الطين رجاء القصيدة أبكيك سراً آخر الأغنيات مغني الريح
والغريب أن جمل المفردة تواجدت جميعها في إطار نصي لايحمل اسماً تكون فيه المفردة حاضرة وعلى العكس تماماً جاء النص «لهن ارتحالي.. لهن أموت على فرحتي واقفاً» الموت حاضر ومتفرد عن كل العنوين في المجموعة في إطار المسمى النصي وغائب في محتوى النص. وأخيراً فلا تخرجي من ضفاف بهائك إني أزين صمت الكلام بدقات قلبي وموتي الذي يبعث الحب سنبلة فوق قبري ويبعثنا واقفين على جبل الريح فلتصرخي…. اصرخي…. قبل «حان أذان العشاء» نلتقي في ظلال العيون في الذي يتبقى من الليل «في الذي يتبقى من العمر» أو دعيني أموت قليلاً وأرحل > ملاحظة: رغم ماتحمله المجموعة من كلمات تعني الموت إلا أن الحصر اكتفا على الكلمة فقط ولم يتعداها إلى ما يحمل معناها. | |
|