Admin Admin
عدد المساهمات : 123 تاريخ التسجيل : 13/08/2010
| موضوع: معزوفات على الجرح اليساري..أيمن أبو الشعر 05/10/10, 05:51 pm | |
| معزوفات على الجرح اليساري (1)
وفي حيِّ المجاعةْ طفلةٌ شبَّتْ وما ذاقتْ رضاعةْ حرةٌ أمٌ لها .. ما ذنبُها لم تنلْ منها المناعَةْ عضَّت النهدينَ من جوعٍ ولكنْ خضَّب الفخذين فرسانُ الإذاعة -2- حارَ تجارُ العبيدْ في احتكاراتِ الهواءْ خصمُها عالٍ بعيدْ يحرسُ الأجواءَ من فخِّ الرُعاعْ إنَّهُ النسرُ العنيدْ شامخٌ وسْطَ الشعاعْ هائمٌ في اللاحدودْ مرةً عبْرَ الرعودْ أرسلوا برقاً سفارةْ أقنعوه بأنَّ ريشَ النسرِ رمزٌ للخلودْ طالبوهُ بأنْ يجود كي يعينَ المكرَ في صنعِ الحضارةْ فهو سبعُ الجوِّ معطاءٌ جسور .. بضعُ ريشاتٍ صِغارْ لم يفكرْ حينَ أهداها إلى الصيادِ معتداً على هامِ الغرورْ أنَّها وسْطَ الجناحْ مثلُ مجدافٍ على موجِ الأثيرْ وهي في القوسِ طعانٌ للصدورْ آهِ ما أقسى ارتطام الرأسِ في صلدِ الصخورْ مدركاً بعد الفَواتِ نادماً .. فالسهمُ من ريشِ النسور -3- كانَ مدُّ البحرِ يبغي صادقاً غسلَ الرمالْ كم بكى كالطفلِ مذبوحَ النداء أن أزيحوا زائفَ الأمواجِ .. والماءَ الملوثَ بالغباءْ غيْرَ أنَّ البدرَ جاء دافعاً تيارَهُ المحمومَ للشطِّ انطفاءْ كانَ مدُّ البحرِ يبغي صادقاً غسْلَ الرمال ذاهلَ الأمواجِ أرداهُ القِتال جزْرُهُ إعلانُ خاسِرْ جارُهُ الميناءُ ما نفعُ النقاءْ عادَ وسْطَ البحرِ حائرْ تاركاً جرحاً عميقاً في الرمال من نفاياتِ البواخرْ -4- قال لي عرّافُ هذا العصرِ تأتيكَ العصافيرُ اندفاعاً رائعا كالحبِّ أسراباً يهاجِمُها صقيعُ الزيفِ باسمِ الانتماءْ تُجمَعُ الأطيارُ غيماً شامخاً بالحزنِ موصولاً بتلِّ الرفضِ يهمي في المساءْ من هدايا الأهلِ والأصحابِ أشلاءً وريشاً .. ودماءْ يصبحُ الغيمُ المُعاني من دُوارِ البحرِ والتشريدِ ميراثاً لتُجّارِ الضحايا والعصافيرُ سبايا قالَ لي عرّافُ هذا العصرِ : تضطرُّ العصافيرُ التي فاضت دِماها في المراعي خيفةً أن تحتمي من مُديَةِ الأحبابِ في وكرِ الأفاعي فاحذروها قلتُ للعرافِ: لكنَّ الأحبةَ مزَّقوها.. قالَ : مَنْ يدري بثوبِ العتمِ من كانَ الخؤون والحسابُ لِمن يكون دعْ غلاةَ القولِ تبكي في القصائدْ إنَّهُ الشوطُ الأخيرُ فلا تُعاندْ رفَّةُ الطيرِ انتهتْ عِنْدَ الغِياب دونَكَ الجلدُ المُحايد فالخؤونُ بألفِ عين أنتَ لا تدريهِ .. أين؟ أنتَ لا تدري الملامحَ واليدين كيفَ ترفَعُ عنكَ سيفَه؟ قلتُ للعرّافِ : سربُ الحُبِّ لا يخشى نزيفَه سوفَ يدري قاتليه من بقايا الريشِ فوقَ الشاربين فجأةً ولى وفوقَ المقلتين نظرةٌ حَيرى مُخيفة لم نَعُد نَعرِفُ سرّاً بعدَها غيرَ إعلان تثاءَبَ في صحيفة ( عُين العرّافُ في الليلِ وزيراً للحِلاقة ) .. واختفى الشاربُ من وجهِ الخليفة -5- أنتَ موقوفٌ .. ويتلو الببغاءْ تهمةَ التشهير .. والدسِّ المسيسِ والدهاء.. ماتَ أطفاليَ جوعاً ما هوَ الذنبُ الذي أبديتُ إنْ كانَ العزاءْ يفضحُ الأسيادَ تجارَ الدماءْ قيلَ : ذاكَ المأتمُ المحزونُ تشهيرٌ .. أطلتم في الرثاءْ أدفنوا أمواتَكمْ صمْتاً وغنّوا للخليفةِ بالدعاءْ أوقفوا هذا الطنينْ إنَّهُ رأسي وليسَ مخبرَ فيزياء إنني أومنُ أنَّ المرءَ يردى إنْ فصلتُم رأسَهُ عن جسمِهِ لاينطقُ العنقُ الذبيح فلماذا قيَّدوني مثلَ أرنبةٍ على لوحِ التجاربْ رغمَ إقرارِ اعترافي واستداروا مثلَ طلابِ المشافي يزرعونَ الهمسَ في أذني فحيح إنني ما زلتُ حيّاً نابِضاً لكنهم لا يسمعون فجأةً وانشقَّ بابُ القاعةِ الصمّاءِ خلْفَ المروحَةْ وهتافٌ هزَّ صمتَ المشرَحَةْ إنَّهُ حيٌّ وضجَّ الواقفون قلتُ: جاءَ المنقذُ المرجوُّ وارتدَّ الخَطَر أوقفوا عنّي النِصال جمَّعتهم آلةُ التصويرِ والتفّوا لإصدارِ البيان وأنا أرتجُّ صوتاً لاهِثا بينَ انطفاءِ النبضِ والتخديرِ والموتِ المُكابِرْ ثم ماذا عن نزيفي ؟؟ لم يُعيروني التفاتاً .. ثم حينَ الجلسةُ العصماءِ طالت والتوى الجوعُ تعشّوا برغيفي ثم ماذا عن نزيفي .. والأكفِّ المُجرمة؟ كُدِّرَ الصحبُ وذو الجلدِ المُحايد خدَّرتهُ الأوسِمة صاحَ مأخوذاً بأسلوبِ الجِدال أخرجوا هذا المشاغِب إنَّهُ يسعى لإحباطِ النِضال ثم عادَ إلى الجِدال مرةً يخبو وأخرى مثلَ مطعونٍ يصيح تابِعوا التحقيق.. فتِّشوا في الريح.. من تُرى شقَّ الجسد ؟ إصبعُ الجرّاح .. أم مِبضعُ التشريح.. باسمِهِ صكّوا نياشيناً وعملاتٍ جديدة ودمي في الأرضِ مازالَ يسيح -6- أينَ هذا الركبُ يمضي ؟ والخُطا تحدو الخُطا للمنزَلَقْ تاركاً في العينِ تسآلا وللتبخيرِ نهراً عبّأتُهُ سواعدُ العمالِ مِن نضْحِ العرَقْ غيَّروا الشاراتِ عندَ المُنعَطف إنها أرضي ولن أغدوا بلوحاتِ المرورِ إشارةً نحوَ الدروبِ السالِكة عبوةٌ قلبي لنسفِ الصمتِ والتوقيتُ نبضي وسْطَ حاناتِ التقافزِ بالتعرّي.. والتكيّاتِ التي أعطت لقوّادِ المواني أخضرَ اللونِ اسباحت شاطئَ الحبِّ التماعَ الدمعَتين ليسَ هذا الوَمضُ ومضي ليسَ هذا الرفضُ رفضي ثابتٌ لوني ويعرِفني النزيف يا أحبائي عروسُ الضوءِ لا تُغري عيوني بيْدَ أنَّ الزندَ مخضوبٌ وغِمدي دونَ سيف إنَّني المجبرُ أنْ أختارَ بينَ الموتِ والحمّى فقلتُ : السقمُ قد يُشفى وأمّي لم تَزلْ تخشى شعاعَ الشمسِ لا ترضى بغيرِ الطاعةِ العمياء إنَّها شمسي وإنْ غابتْ بطعنٍ فوقَ أحلامٍ وخِنجرْ سوفَ تشرقُ في رغيفٍ طعمُه دمٌّ وزعتر أنتِ أمي جئتُ كي ألثمَ كفَّكِ اليُسرى وأرمي خِنجراً من كفِّكِ الأخرى إنها شمسي وإنْ زادت هجيرَ المرحَلة الِئَنَّ الشمسَ أضنتْ أعيني بالنورِ أُعطي سادةَ الليلِ أمانا لبِناءِ المِقصَلَة يا أمَّنا لا تفرحي إنْ أسقطَ الرشاشُ من كفِ المزارعِ مِنجلَهْ أيُّ مجدٍ يتلاقى وانتصارِ السَفَلَةْ (7) حاسِبوني إنْ أكن أخطأتُ في سردِ النبأ وارجموني إنْ يَكُنْ حتى نبيٌّ مِنكمو قد عاشَ من دونِ الخطأ قوِّضَ الجسرُ الحديد حينَ غطَّاهُ الصدأ ( حِميرٌ ) تدري لهيباً ما السعير فُرعِنت خطَّت لبلقيسَ المصيرْ مأربُ الملكِ سَبأ أيها الدربُ الذي أحيا هوانا ثمَّ في قلبي وَطأ إنَّني خطأُ الخطأ عبْرَ عصرٍ لامتزاجِ اللونِ بالجلدِ المُحايد عصرُ حرباءِ الهوية أفقدتْنا نشرةُ الأخبارِ تحديدُ الإدانة عِندما سُرِقَ البنفسَجْ وخرجَنا للمروج.. عِندما سُحِقَ البَنفسج واستعذْنا بالمُحقق عِندما سُحِلَ البنفسج لم نكن ندري أجئِنا كي نقاتِل أم تُرانا نَتفرَّج فجأةً والعينُ في اللصِّ تُحدِّق طالبوا كفي بأنْ تومي اتهاماً للخِيانة فلماذا حينَ فاحَ العطرُ مِن قصرِ المهانةْ طالبوها أنْ تُصفِّق ثم قالوا كانَ في رسمِ الأمانة إنَّهُ عصرُ امتزاجِ اللونِ بالجلدِ وتهجينِ الشِعار أنتَ شبعانٌ برغمِ الجوعِ رغمَ الاحتضارْ هكذا قالَ المُغنّي للأثير أنتَ حرٌّ طالَما ما زِلتَ حيّاً تتنفس لم يَنلْ بَعْدُ الهواءَ الاحتِكار والرعيَّةُ تتمرَّس غاضبٌ ؟؟ فاشربْ إذنْ ماءَ البِحار قلتُ فرقٌ هائلٌ ما بينَ لونٍ ينضحُ الماءَ ليسقيني .. ولونٍ يسرقُ الخصبَ ويرميني دَمار لم تزلْ كالحبلِ تُرمى للغريقِ .. ومرةً للشنقِ تجدُلُهُ المكائِد أيَّها اللونُ المحايدْ كُنْ بلونِ الليلِ يوماً أو توشَّحْ بالنهارْ كيفَ تحديدُ الشروقِ مِنَ الغروب والشمالُ الدائريُ هوَ الجنوب ما الذي تبغيهِ مِن رقصِ المسيرِ المُتعرِّج؟ والمساحيقِ التي أخفتْ وقارَ الوجهِ حتى بتَّ في الوعظِ تُهرِّج مرةً وجهُ يهوذا مرةً وجهُ يسوع ثم آليتَ الرجوع عن مرايا الأقنِعة حاضناً وجهاً محايد فيهِ مزلاجُ التمدُّدِ والتقلُّص وأنا الآنَ محاطٌ بالتردُّدْ هل تُرى أشهرُ سيفي أم أصلي؟ وعلى وجهِكَ نصفانِ من نورٍ وظلِّ واحدٌ وجهُ يهوذا .. آخرٌ وجهُ يسوع ! آهِ قلْ لي أيَّها الجلدُ المُحايد هل تُرى أبصقُ في وجهِك ..أم أصلِّبُ في خشوع؟ ( سوفَ أحكي للزُهور أنَّ في أقدامِ سربِ النحلِ إخصابَ اللقاح لا ترُدي النحلَ غنّي يا أزاهيرَ الأقاح وتعالي نستعيدْ وجهَنا العِطريَّ والناريَّ والحبَّ المُباح عندما تَغدينَ كوبا ويصيرُ الشهدُ للنحلاتِ راح سوف يرمي الطلُّ شالاً معلنا بدءَ الصباح سوف أحكي للضِفاف سرَّ تكوينِ المعاني فهيَ للنهرِ احتضان وهوَ للشطّينِ باني يدفعُ الصخرُ المعانِدُ في مسيلِ النهرِ ماءَ النهرِ نحوَ الالتفاف أو يشقُّ الصخرَ قَسرا باحثاً عن حُضنِ مَجرى لا تُباديهِ الخِلاف أو تقولي أنَّهُ حتَّ الأماني في اندفاعِ الماءِ طمياً كالرعاف في غدٍ تدرينَ آلامَ الشقوق عِندما يأتي الجفاف غيرَ أنَّ الصمتَ طال وارتمى حلمُ البطولة تحتَ أسيافِ الجِدال بتُّ كالملدوغِ محموماً أهيم صارخاً كالبدءِ في الكونِ السَديم أيها الماضونَ خلفَ الأولياءْ افتحوا الأجفانَ فالأفقُ ضِياء عندها الكهّانُ مسَّتهم مهانة شرَّحوني باللسان وابتدا التشهيرُ بالثوبِ الملوَّنِ والخيانة ورموني عندَ منعطفِ الطريق نازفاً لكنَّ صوتي لن يموت يا رفاقي الطيبين إنني أستحلفُ الخفقَ الذي يُحيي جيادَ النارِ للأفقِ الجديد باسمِ ياقوتِ الوريد باسمِ دهشات العيون باسمِ فجواتِ اكتواءِ اللحمِ في وجناتِ ثائر أُطفئت في جلدِهِ المشدودِ أعقابُ السجائر باسمِ عشبِ الكبرياءِ الأنْبَتَتُهُ حروفُكم يوما بجدرانِ السجون والرحيلِ إلى أتونِ الذاكرة من فقاعاتِ المحاليلِ التي تبدو لطلابِ العلومِ بنفسجة نحوَ تذويبِ المساماتِ العصيَّةِ في اتقادِ الأنسجة عندما يرتادُ طيفُ (الحلوِ) في حوضِ الأسيد باسمِ إيقاعٍ تنامى في السلاسلِ والحديد باسم سعيد لا تموتوا يا رفاقي الطيبين هلْْ تُراكم تذكرون كيفَ ردَّدنا اليمين نحنُ من يبني الطريق في حقولِ النورِ والفجرِ الطليق جيلُنا الآتي له دورُ الحِراثة أيُّ أرثٍ يبتغي الأطفالُ منا ؟ إن شُغِلنا يومَ تخزينِ العزيمةِ بالولائمِ والشتائم والخَوابي طَحلَبت فيها عفوناتُ البذار افتحوا الأجفانَ كُرمى للصِغار إنَّهم حبلُ الإغاثة صدِّقوني إنْ بقيتمْ مُغمضين سوفَ يأتي الجيلُ أعمى بالوراثة تأكلُ الحرةُ نهديها إذا جاعت | |
|