سَرى بِـيَ مِنْ سَـرابيَ لِلروابـيْ |
| تُرى بِـيَ مِنْ تُرابِـيَ ما رَوى بـيْ |
أَنـا مَنْ مانَـعَ البـُرْكانَ ثَـغْـراً |
| وَمَـنْ بِجُموحِـها قُـدَّتْ ثيابـيْ |
حَلا لَـكَ ما حَلا لِـيَ في الصِحابِ |
| حَلالِـيَ ما حَلالُـكَ إنْ صَحا بِـيْ |
حِصانُكَ ما كَبـا وَيَظَـلُ خَلْفـيْ |
| جِصـانِـيَ سـابِقٌ مَهـما كَبـا بِـيْ |
نمَـا نَبْـضيْ سـلالِـمَ لِلْقِـبابِ |
| بِـذِكرى مَـن سَلا لِم دَقَّ بـابـي؟ |
شَـراكَ وَما شَرى بِكَ كأسَ خُلْـدٍ |
| فُــؤادٌ خِـلُّـهُ خَـّلاً شَـرى بِـيْ |
وَأَعْفـو حـينَ أنت رَهينُ رمـحيْ |
| وَتـَظْـلُمُ حيـنَ أنـتَ بِلا حِـرابِ |
وَمـَهْما عـاثَ في عـشٍ غُـرابٌ |
| حَـرامٌ أنْ يُـقـارَنَ بـالـعُـقـابِ |
أَمَـنْ فـي ريشِــهِ أدْرانُ رَوثٍ |
| كَمَـنْ بِـجَناحِـهِ طَعْـمُ السَّحـابِ |
أَحَـقاً أنـتَ مَنْ قَدْ كـانَ مَرفـا |
| وَمَـنْ بِشِـراعِـهِ أَنْـسى عَـذابـيْ |
وَمَنْ بِـحَنـينِ قَلْـبيَ قَدْ تَـدفَّـى |
| وَمَـنْ إِنْ غـابَ أَوْرَقَ فـي ثِـيابـيْ |
مآبـُكَ عِشُّـه رَعْـشٌ مـآبـي |
| وَمـا بِكَ مِنْ جُنـونِ العِشقِ ما بـيْ |
وأَنـتَ الآنَ مَـنْ أبكيـهِ حَيّـاً |
| وَأنتَ البـُعْدُ فـي أوجِ اقـتـِرابـيْ |
وَمـا آليـتُ هَجْـرَكَ غيرَ أنـّيْ |
| تُـحِسُ الـروحُ قُربَـكَ باغتِـرابـيْ |
وَما يُـجدي الغِلافُ شهيَّ لـونٍ |
| وَقبُـحُ الـروحِ مَـخـبوءُ الكِتـابِ |
وَلو أَخفـى النِقـابُ مَليحَ وَجـهٍ |
| سَيـَندى الـحُسنُ مِنْ خَلْفِ النِقـابِ |
فَنـورُ الشمسٍ في صحـوٍ هَجـيرٌ |
| وأطيـافٌ هُـلامٌ فـي الـضـبـابِ |
وَهـلْ زَبـَدٌ تناثَـرَ فـوقَ نـابٍ |
| كَقُبلَـةِ عاشـقٍ شَـهْـدِ الـرِضـابِ |
أَتلـعَـقُ ما جَنَـتْ كَفّـاكَ إِثمـاً |
| كَـهِـرٍ قَـدْ تَـحَمَّـمَ باللُـعـابِ |
وَمَـجْدُ الظالـمِ اليعسوبِ لـدغٌ |
| وَمَجـدُ الـنَّحـلِ في عَسَلِ الخوابـي |
وَما نَسَـفَ المـعابِدَ مِـنْ حَنـانٍ |
| فَـراشَـةُ هَفْـوَةٍ نَـحْـلُ الشَـبابِ |
وَلكـنْ جِئْتَ مُـذْ حَوَّلتَ قَلـبي |
| حِـمى البـارودِ عُـوداً مِنْ ثـِقـابِ |
وَمـا لِلجُـرحِ في نُـطْق ضَمـادٌ |
| وَلا تُـشْفى الـخيانَـةُ بـا لْـعِتـابِ |