اليسار التقدمي اليمني
كي نرى النور
ساعدني في دفع الظلام قليلاً
أو إمنع عني مخاوفك.
...
حينما أكون واضحاً
أفضل السير مع الأمل بعكازين
على إنتظار طائرة الحظ
والظروف المواتية.
اليسار التقدمي اليمني
كي نرى النور
ساعدني في دفع الظلام قليلاً
أو إمنع عني مخاوفك.
...
حينما أكون واضحاً
أفضل السير مع الأمل بعكازين
على إنتظار طائرة الحظ
والظروف المواتية.
اليسار التقدمي اليمني
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اليسار التقدمي اليمني

منتدى ثوري فكري ثقافي تقدمي
 
الرئيسيةالرئيسية  رؤى يسارية..منترؤى يسارية..منت  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  دون رؤيتك  
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
مواضيع مماثلة
المواضيع الأخيرة
»  "ولك يا ريل لا تكعر.. خذت ولفي و أريدنه" عن زامل و النواب و شط البدعة و آخرين*
عبدالله سلام ناجي.. الحركة الرمزية للشخوص في إطار قالب الحكاية الشعبية  Empty23/08/23, 09:12 am من طرف فاروق السامعي

» مكتبة الشيوعيين العرب
عبدالله سلام ناجي.. الحركة الرمزية للشخوص في إطار قالب الحكاية الشعبية  Empty12/12/14, 08:24 am من طرف communistvoice

» سؤال عادل ...
عبدالله سلام ناجي.. الحركة الرمزية للشخوص في إطار قالب الحكاية الشعبية  Empty05/01/14, 04:50 am من طرف عبدالحليم الزعزعي

» ماذا يهمك من أكون
عبدالله سلام ناجي.. الحركة الرمزية للشخوص في إطار قالب الحكاية الشعبية  Empty05/01/14, 04:38 am من طرف عبدالحليم الزعزعي

» حقيبة الموت
عبدالله سلام ناجي.. الحركة الرمزية للشخوص في إطار قالب الحكاية الشعبية  Empty05/01/14, 04:30 am من طرف عبدالحليم الزعزعي

» ثوابت الشيوعية
عبدالله سلام ناجي.. الحركة الرمزية للشخوص في إطار قالب الحكاية الشعبية  Empty05/01/14, 04:22 am من طرف عبدالحليم الزعزعي

» جيفارا..قصة نضال مستمر
عبدالله سلام ناجي.. الحركة الرمزية للشخوص في إطار قالب الحكاية الشعبية  Empty05/01/14, 04:15 am من طرف عبدالحليم الزعزعي

» مواضيع منقولة عن التهريب
عبدالله سلام ناجي.. الحركة الرمزية للشخوص في إطار قالب الحكاية الشعبية  Empty07/10/13, 05:10 pm من طرف فاروق السامعي

» الحزب الاشتراكي اليمني مشروع مختطف وهوية مستلبة وقرار مصادر
عبدالله سلام ناجي.. الحركة الرمزية للشخوص في إطار قالب الحكاية الشعبية  Empty14/09/13, 05:42 pm من طرف فاروق السامعي

» صنعاء مقامات الدهشة أحمد ضيف الله العواضي
عبدالله سلام ناجي.. الحركة الرمزية للشخوص في إطار قالب الحكاية الشعبية  Empty13/09/13, 04:30 pm من طرف فاروق السامعي

» حزب شيوعي لا أشتراكية ديمقراطية
عبدالله سلام ناجي.. الحركة الرمزية للشخوص في إطار قالب الحكاية الشعبية  Empty19/03/13, 05:18 pm من طرف فاروق السامعي

» المخا..ميناء الأحلام ومدينة الكوابيس فاروق السامعي
عبدالله سلام ناجي.. الحركة الرمزية للشخوص في إطار قالب الحكاية الشعبية  Empty15/03/13, 03:39 pm من طرف فاروق السامعي

»  قضية تثير الجدل: حجاب المرأة : 14 دليل على عدم فرضيته
عبدالله سلام ناجي.. الحركة الرمزية للشخوص في إطار قالب الحكاية الشعبية  Empty20/10/12, 05:56 pm من طرف فاروق السامعي

»  "ضرب الحبيب..معيب"/ حملة ترفض العنف ضد المرأة
عبدالله سلام ناجي.. الحركة الرمزية للشخوص في إطار قالب الحكاية الشعبية  Empty20/10/12, 05:40 pm من طرف فاروق السامعي

» "عذريتي تخصّني"، نداء تضامن مع نساء من العالم العربي ريّان ماجد - بيروت - خاص بـ " وكالة أخبار المرأة "
عبدالله سلام ناجي.. الحركة الرمزية للشخوص في إطار قالب الحكاية الشعبية  Empty20/10/12, 04:22 pm من طرف فاروق السامعي

ازرار التصفُّح
 البوابة
 الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 بحـث
سحابة الكلمات الدلالية
منتدى

 

في العدد القادم من مجلة صيف

 

 

 واقع ومصير اليسار اليمني ومآلات الخطاب الحداثي الذي كان يمثله اليسار على المستوى السياسي والاجتماعي والثقافي، وما الذي جعله ينكسر ويتراجع في أفق اللحظة اليمانية الراهنة بكل ملابساتها

 

والمشاركة مفتوحة لكل الكتاب حول هذا الملف الهام

خلال أقل من 3 اسابيع
بريد المجلة
sayfye@gmail.com


 

 عبدالله سلام ناجي.. الحركة الرمزية للشخوص في إطار قالب الحكاية الشعبية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
فاروق السامعي

فاروق السامعي


ذكر عدد المساهمات : 174
تاريخ التسجيل : 14/08/2010

عبدالله سلام ناجي.. الحركة الرمزية للشخوص في إطار قالب الحكاية الشعبية  Empty
مُساهمةموضوع: عبدالله سلام ناجي.. الحركة الرمزية للشخوص في إطار قالب الحكاية الشعبية    عبدالله سلام ناجي.. الحركة الرمزية للشخوص في إطار قالب الحكاية الشعبية  Empty01/09/10, 11:26 pm

نشوان والراعية
عبدالله سلام ناجي.. الحركة الرمزية للشخوص في إطار قالب الحكاية الشعبية


عبدالله سلام ناجي من مواليد الحجرية محافظة تعز ، منذ كان طفلاً جرفته الهجرة فيمن جرفت ، وتذوق مرارتها ، واكتنزت ذاكرته بالكثير من صور معاناتها وآلامها.
في معلامة القرية كانت بدايته مع العلم والدراسة ، ثم بعد ذهابه إلى عدن درس الابتدائية هناك وبعد حصوله على جواز سفر من شمال الوطن «سابقاً» عاد إلى عدن ومنها أبحر باتجاه السويس وفي القاهرة اكمل تعليمه الثانوي وانخرط في كلية الطب وقبل أن يكمل دراسة الطب طرد من القاهرة وحطت به الرحال في بلجراد ليبدأ من جديد دراسة الجيولوجيا والتي لم يكملها هنالك بل في دمشق بعد انتقاله إليها واسهم في دمشق بتأسيس الاتحاد العام لطلبة اليمن عام 1968م وعاد إلى عدن في عام 70م وشارك في تأسيس اتحاد الآدباء والكتاب اليمنيين.
وكان الفقيد من اوائل الذين انخرطوا في العمل الجيولوجي الميداني ودائرة المسح بعدن وكذلك في إطار مشروع الأمم المتحدة والمشروع السوفيتي وعين نائباً لمدير عام هيئة المساحة الجيولوجية والتنقيب عن المعادن.
وأخيراً عمل في مركز الدراسات والبحوث وفي شركة النفط والمعروف عن الفقيد اعتزاله الحياة السياسية والاجتماعية لفترة طويلة انتهت بوفاته في يونيو 99م.
الفقيد أدبياً
والفقيد ادبياً عرف عنه كتابة القصة والقصيدة الحديثة بالعامية والفصحى وعدد من المسرحيات الشعرية ويعد صاحب السبق الأول في كتابة وابتكار اللون العامي في قالبه الحداثي.
وكان أول ظهور لقصائد الفقيد بشكليها الفصيح والعامي بعد قيام ثورة الـ26 من سبتمبر عام 62م .
ويعتبر الشاعر الفقيد مبدعاً ومجدداً في مجال الشعر العامي حين أخرجه من شكله التقليدي القائم على البناء السجعي المتجانس والقريب إلى شكله العمودي المقفول بقافية إلى طور آخر ذي طابع حداثي متحرر من شكلية العمود وقيود القافية معتمداً على: الاشتغال الحديث المرتكز على الانسياب الموسيقي واتزان التفاعيل.
قال عنه صديقه الشاعر سلطان الصريمي: «لقد كان له قصب السبق في إخراج القصيدة العامية اليمنية من اسر التقليدي ـ العمود أو القافية ـ إلى دنيا الحداثة الشعرية وذلك لمعرفته الأكيدة لما لهذا التحرر من مدلول فني ومضمون عظيم في سياق تحرير حركة الشعر اليمني المعاصر وجاءت قصائده لما بعد نشوان والراعية متحررة بشكل نهائي وكامل من أي اثر تقليدي.
العمل الملحمي «نشوان والراعية»
في 1965م اصدر الشاعر ديوانه «نشوان والراعية» رغم أنه كتبه قبل هذا التاريخ بثلاث سنوات ويعد اسطورة حية وجميلة تتناقلها الأجيال دون ملل.
هذا العمل الشعري والفني الحي الذي كتبه الفقيد بعد ثورة سبتمبر 62م وتحت ضغوط متعددة ـ كما يشير في مقدمته ـ ويضيف : خاصة وأن اغنيات الافتخار بالحدث الجديد الذي انتظروه طويلاً قد انقلبت إلى اغانٍ للخيبة واللعب بمقدرات أرضنا وثروته ولاتزال حتى الآن ترتفع مع تموجات رياح الجبال والسهول معلنة احتجاجها بألم صريح يرعب المتسلطين على شعبنا وبلدنا.
ونشوان ـ كما يقول الفقيد جعفر عيدروس ـ يمثل الشاب الثوري في مراحل وعيه وتراكم تجاربه وحبه غير المتناهي والعميق لليمن ويكشف بسخط لاذع كل الفئات التي شاركت وصنعت المأساة ولعبت دور الساحر في فصل اليمن عن شعبها وتشويه العلاقة الحقة بين الأرض والشعب ونشوان في هذا العمل ليس بطلاً اسطورياً والراعية ليست رمزاً ضائعاً وسلبياً في قلب هذه المأساة».
الحكاية الشعبية في القالب الأسطوري
ارتكز الفقيد عبداللهسلامناجي في عملية الخلق الإبداعي لديوان «نشوان والراعية» على اسلوب الحكاية الشعرية مستمداً بوعيه الإبداعي كل عناصر الحكايا الشعبية المشبعة بالرمزية واحادية البطل المكتمل والناضج والثوري مع التركيز على قوة حضور البعد الاسطوري المتداخل دائماً في الحكايات الشعبية كأسلوب سردي مثولوجي تتقاسمه الخوارق ويسيطر عليه السحر والشعوذة.. والبطل من يستطيع مواجهة هذه العوالم الميتوفيزيقية والانتصار عليها.
وللدلالة على وعي الشاعر وقدرته على التحكم بعمله الإبداعي المبني على نمطية الحكاية الشعبية المقولبة في إطار اسطوري فنطازي نجده منذ البدء يعلن عن ذلك ،حيث ينسب هذا العمل ـ افتراضاً ـ للأصل الحكواتي المتناقل والمتداول وبنفس البداية المدخلية لعرض الجدات أو بالأصح الأسلوب التقليدي للحكواي و.. وكان ياما كان.
أطوار الشخصيات الأساسي
نشوان ذو ثلاثة اطوار ـ 1ـ المتخيل السردي ـ 2ـ المغترب ـ 3ـ العائد الثائر والوعي المحرر.
الراعية ذات طورين ـ1ـ الراعية المختطفة ـ 2ـ الحمامة المسحورة.
العجل ذو طور واحد ـ1ـالثائر المتسرع بلا وعي ولاثقافة.
الفقي ذو طورين ـ1ـ المتظاهر الاجتماعي ـ2ـ الإعلامي المؤثر والمروج للمستقبل الرجعي.
البتول ذو طور واحد ـ1ـ الزراعي الحكيم والإنسان البسيط بلا وعي علمي .
الشيخ ذو طورين ـ1ـ الشخصية الكاريكاتيرية الهشة ـ2ـ الممثل المجيد في فن الاستغلال والتجهيل.
الجدة ذات طورين ـ1ـ الجذور والانتماء ـ2ـ الرابط بين الأرض والإنسان .
حركة الشخوص في القالب الفني
ـ العجل
مميزات الشخصية : متمردة وثائرة ، تميل للمواجهة ولاتقبل الانكسار ، متسرعة وسهلة الاستفزاز ، ينقصها التخطيط والتفكير العقلاني المنظم ، وتفتقد التأثير الاجتماعي ، تتأثر بالشائعات وتخاف السحر والشعوذة.
مكانها : الوسط الاجتماعي وقلب الاحداث.
مساحتها في العمل : لاتتعدى مساحة المتخيل المرتجع للاحداث في ذاكرة البطل ، وتتوقف قبل البداية الفعلية والديناميكية لصعود شخصية البطل ، أي أنها تحتل مكانة قبل بروزه مكتفية بدور الرفض لمهادنة الظلم أو الرضوخ المنقاد لتدجين الوحي والظالم الرجعي.
رمزيتها : البداية اللاواعية والتي ينقصها العلم والتجربة والتأثير في مقومة ورفض الواقع الاجتماعي.
والعجل في القالب الشعري الحكواتي هو من انتاج الوسط العام الاجتماعي أي أن مكانه أوساط الجماهير ولذلك وضعه الشاعر في قلب الحدث وأخرجه بمغايرته للعام والطاغي من أوساطهم.
ـ لما اتوا للباب.. دقوا.. وانفتح
خرج لهم من داخل الدار صوت شبح
يهدر بصوت زؤبة وفجيع
«الدار مسكون بجن لاتدخلوا»
قال بعضهم :
خينَ صحيح
لاتدخلوا.. لاتدخلوا
وبعد شوية نط فصيح
وقال لهم :
ياتدخلوا ، يا أي حاجة تعملوا
والعجل لاتنقصه الشجاعة ولا يتقهقر إذا مادعته شهامته لفعل شيء أو أقسم على فعله
كان العجل راجل قوي
شل بندقه بيده الشمال
وخنجره بيده اليمين
واقسم يمين
انه بمقدوره يهز حتى الجبال
ورغم ذلك هو يتأثر بالشائعة ويضعف أمام القوى الغيبية التي تسكن وعيه الثائر المتخلف
ـ دخل من الباب ساعته
مشي قليل
وبالدرج وسط الغدار
راسه دجج بشق جدار
وسقطت مشدته
بدأ يخاف وينتسف
وقام دعا للراعية
بصوت خفيف ومرتجف
عندما يسكن الصوت الخوف يتحول إلى همس صامت يفتقد قيمته كرسالة للتواصل ويحول المنقذ إلى مستجد للمساعدة والانقاذ لردع الخوف الذي يغزوه.
ـ كل ما دعا سنب قليل
يدن براسه أو يميل
خين جواب الراعية
يصل لوسط اذانه سميع
شطلع سريع
يسائله ويتخبره
م اللي حصل م اللي حصل
ومع ذلك لايحب أن يظهر نفسه بصورة المهزوم من المماثل المادي ولاخير من الانكسار أمام الغيبيات الاعتقادية لكن بعد تضخيمها لتقليل حجم الخسارة وانكار صفة الخوف.
قال العجل :
وجسمه كله يختضل
اثنين من الجن الكبار
الواحد اصباعه ذراع
شلوا عليّ بندقي
شلونه في لمح البصر
وخنجري من يدي ضاع
هل هم الجن فعلاً من اوقف شجاعة العجل أم هو الخوف من الشائعة التي دفع بها الفقيه إليه حينما تمرد
«دعيت كثير ، لكن ولا ردت جواب»
والجن ملى الدار واقفين
يتقافزوا من باب لباب
ومع هزيمته غير المعلنة أو غير المعترف بها من قبله يحاول أن يبرر تواجد المنتصر الخفي الذي ماهو إلا استسلامه للخوف الداخلي المدعوم باعتقاد المجموع العام به
ـ من يدري أنه مش أبيه
خين سفيه
لعن ولي الأولياء
وبسبب روحه الثائرة ونزعته المتمردة يرفض التدجين والانقياد لمسايرة الرضوخ التعتيمي الذي يصادر القضية
ـ الوقت ضاع
والهدرة مابيش فائدة
م شتعملوا .. موحلنا
وعندما تزيد المماطلة والتسويف عن الحد من أجل تمييع القضية الأصلية لايستطيع العجل المتسرع الثائر السيطرة على اعصابه مما يدفعه إلى إعلان الثورة الاحادية وغير المؤثرة ضد أعلى السلطة الرجعية الممثلة بالشيخ
ـ اليوم شلوا الراعية
وبكره بنية ثانية
ونحن سكوت مثل الميت
مو عملت ؟ .. مو عملت ؟
أنت شيخنا
وأنت المحامي عننا
لازم نحاربهم ونرجع بنتنا
لكن بربك قل لنا ؟
أنا ربيعك قل لنا ؟
ليش خطفونه وغيبه ؟
على الأقل يبدله
شنعطهم أموالنا
بعد اشنداويه كلنا
حياتنا مو قيمته !؟
حياتنا مش غالية
إلا بهذه الراعية
هذا الصعود الدرامي في الشخصية كان بمثابة مقدمة من أجل اظهار خواتم المجاهرة بالشك خاصة في حضرة الجمعي والعجل قبل خطبته هذا كان قد
ـ قام العجل فيهم خطب
سنب بوجه مليان غضب
للشيخ وجه خطبته
طالب يبين له السبب
وهذا التصعيد الدرامي للشخصية افضى بدوره إلى خاتمتها
والتي كانت على النحو التالي:
ـ قام الفقي وخمسة معه
يقيدوا رجل العجل
وربطنه بالحبال
لشق جدار داخل سفل
بعد ما صحا من دوخته
بكى وصاح من غير ماحد يسمعه
إلا حمار يأكل عجور
جنبه ينوق ويفجعه
ـ الفقي:
مميزات الشخصية : ادعى العلم وخاصة الديني والمتاجرة به مضاف إليه قوة التأثير الاجتماعي والعلاقة المشبوهة بالسلطة والنظام المجتمعي وقلب الاحداث.
مكانها : الوسط الاجتماعي وقلب الاحداث.
مساحتها في العمل : مفتوحة البداية والنهاية لدورها الاجتماعي القديم والمتجدد وفي إطار هذه المساحة تتحرك الشخصية .
رمزيتها : ابواق اعلامية في يدالمستغل أو النظام الرجعي المتخلف تروج له وتعمل على كبح جماح الوعي وتسكين الثائر والمتمرد وتكفيره واشاعة السحر والشعوذة بين الجماهير .
وكما هو العجل وجه في الوسط الشعبي كذلك هو الفقي ولكن بصورة تفقد طبيعتها وتميل للمهندس والعميل والمسوق الفعلي للخرافة والشعوذة والسحر في تلك الأوساط البدائية المتخلفة.
جوب فقي كان بينهم
هذا العجل من جنسهم
ايتوا اجلسوا جمعة هنا
لاتعجلوا
هيا اذكروا الله وهللوا
وبأسلوبية غير مباشرة يزرع الخوف في قلب ثورة التحدي ولكن عبر المحب والناصح لها
وأنت ياعجل لانت شجاع
ادخل وشوف
وخل بالك عالحجف وعالسقوف
امشي دلا اروع تخاف
واللي معه حرز ابن علوان مايخاف
ومدركاً تأثير مازرع
ـ صاح الفقي :
مالك تنوق.. اهدر دلى
وقل لنا م اللي جرى
وباعتباره القارئ والمتعلم الوحيد والمدرك لكل شيء والمستدل دائماً من قراءته والكتب التي يختزلها في ذاكرته ليقلل شأن القضية ـ الراعية ويحقر نسبها الملعون
ـ قرأت مرة في كتاب
الابن يورث عن ابوه كل
الصفات
الحسنات إن وجدت
والسيئات
والحية حية إن تلد
تلد حُييه يامجد
وبعد أن يطويهم تحت جناحيه يرشدهم إلى وكر الجاني الحقيقي باعتباره من يمتلك القدرة على حلها
ـ ما عندناش إلا طريقة واحدة
الشيخ يعرف سرهم
وهو الوحيد يسكي لهم
والذهاب إلى الشيخ ليس امراً هيناً بل هو عظيم ومقدس ويحتاج إلى قرابين ليست له بل للجن عندها سوف يتمكن من السيطرة عليهم وتعنيفهم بقسوة
ـ هاتوا معاكم كوز عسل
وديك كبير واثنين كباش
وعنده أول مانصل
شخرج وشربشهم رباش
وبعد اقناعهم كان مشهده المغاير عن الجمعي دليل ادانته وعمالته
قدامهم كان الفقي
يخطي ولا حاسس بشي
ويستمر في تنويمهم وزرع شعارات الولاء له وطلب نجدته
ـ قال الفقي : شلوا معي
لما نصل عند قبته
ولما يسمع صوتنا
شظهر لنا من طاقته
وبكامل ارادتهم وتحت تأثيره وتأثير حب ومكانة الراعية / القضية في نفوسهم هتفوا مخدرين:
ـ يا شيخنا ياشيخنا
الجن شلوا الراعية
الله يخلك نجنا
من نقمة البلاوية


الحبكة المثولوجية التي اعتمدها الشاعر في عمله الملحمي (نشوان والراعية)، رغم البداية التي رسم أحداثها على الأساس الواعي والاسقاط الفيومنولوجي لتسير الشخصيات في القالب الفنتازي الحي وجدها قد تمردت عليه واقصت وعيه مما دفعه إلى المواجهة المثولوجية وبنفس الأسلحة التي فرضتها المعركة وأقرها الميدان.
هذا التحول الجديد في مسار الحكبة لم يسلبها روحها الثائرة ونزعتها إلى التجديد بقدر ما أغرقها بالمسكرات التي تحتفى بها الجماهير وتميل إليها.
ولذلك عمد عبداله سلام ناجي إلى تجريد العمل أو نصفه التالي والأخير من واقعيته، وبالمقابل زيادة المساحة لكل ماهو أسطوري وفاعل في تسيير الأحداث وتصعيدها الدرامي.
متابعة لشخصية الفقيه
إن القالب الرمزي الذي ألبسه الشاعر في ملحمته الشعرية ذات البعد الفنتازي شخصية الفقيه كونها الإمتداد الإعلامي للنظام الرجعي المتخلف الإمامي في أوساط الجماهير، والمسوق الأول لوهم قدرته السيطرة والتحكم المصحوبة بالعلم على الخوارق وعوالم السحر والشعوذة مع وجود عالق خفي يربط الشخصيتين (الشيخ/ الفقيه) مما جعل شخصية الفقيه تبرز بطابعها التبعي مستغلة المساحة الحركية المعطاة لها في العمل، مستغلة كل فرصة تسنح لها بالتسويق للشخصية المتحالفة معها بشكل خفي اجتماعياً وبارزاً في اسقاطات العمل الملحمي.
صاح الفقي من وسطهم:
«ياشيخ ياحامي الحمى
علمك غريق هات زيدنا»
ورغم قوة الحضور وتأثير هذه الشخصية في الأوساط الشعبية إلا أن ذلك الحضور يفتقد إلى سلطة الفرض والقدرة على الإجبار؛ مما يجعل من أوامرها مجرد نصائح قابلة للأخذ والقبول بها أو الرفص.
ياشيخنا هذا العجل
ربشنا واخرب بيتنا
الليلة ذيك وسط الغدار
نصحته مافادش نصحنا
ومع ذلك تبرز قوة هذه الشخصية وحضورها المشارك في صناعة الأحداث، أو تسيرها باتجاه معين عندما تجد نفسها بحضرة الحاكم أو الشيخ ويرمز لها الشاعر بهذا العمل على النحو:
الشيخ يخافس الفقي بصوت دلى مخافسة
غمز له الشيخ
حرز لعند الشيخ
وكذلك هي السباقة لتنفيذ أوامر الشيخ أو ما أتفق مع الشيخ عليه
- قام الفقي وخمسة معه
يقيدوا رجل العجل
وربطنه بالحبال
لشق جدار داخل سفل
وممارساً لدوره الإعلامي المنوط به في الترويج للسحر والشعوذة
- من دكة الديوان
في قمة السمره
هز الفقي راسه
وطير السكره
بعد ما غمز له الشيخ
يكمل الهدرة
قال الفقي ورجع
«الجن شلوها
واللي يشه ترجع
الديه تفديها
وقصته تفجع
أخاف لاحكيها»
ولكن خوفه التمثيلي ينتهي بمجرد أن يسمح له الشيخ بسرد تفاصيل الحكاية الملفقة عن سبب اختطاف الراعية
كانت تروّح ليليه
وجنب داره الباليه
تجلس ترجم بالحجار
من عادته طول النهار
وليلة كان الجن مشا
إلى وليمة به عشا
قدامهم تمشي دلى
حريوه بنت ملك كبير
ميتها بالسائلة
رجمه اجت بشق خطير
والفقي العالم الأوحد في الوسط الشعبي يعجز أمام نضج وعي المثقف الثوري في فك وحل طلاسم العلم للثورة القادمة.
- حتى الفقي لا اسكي يخبر مو فهم
ولا افتهم له قصته
قرأ ثلاث أربع مرار
تعريف نشوان الغريب
وعندما تعجز علومه أمام فلسفة وعي الثورة القادمة اتهمها بالضياع المصاحب لضياع العلوم التقليدية
- لما عجز قال: «شي غريب
نشوان ضاع ضيع علومه كلها
حتى الكتابه غيره من أصلها»
ولم يتكتف بذلك بل أضاف: إن هذا الجيل الشاب الذي يتمثل بنشوان خرجوا عن الدين وماهم إلا ضحية علوم النصارى والملحدين الذين يعملون على محاربة الإسلام
- زاد الفقي شرح لهم علم النصارى
الملحدين
وكيف يزيدوا عالشباب
كل الشباب الطيبين
الشيخ
ممميزات الشخصية: كاريكاتيرية مضحكة أحياناً وسمجة أحايين، تجيد التمثيل على العوام بمساعدة المؤثر الاجتماعي والمروج الإعلامي لها الممثل بالفقيه متسلحة بايهام الجمعي العام بالسلطة والنفوذ على عوالم الخوارق.
مساحتها في العمل: مفتوحة نوعاً ما، لأنها تحب الظهور الماطر بقالب إعلامي مسبق لدى الناس أو عبر تزييف الوعي بسلطتها، التحكم بعالم الخوارق وقوامع الغيب وحضور الخرافة في الذهنية الشعبية.
رمزيتها: رمز للنظام الرجعي والكهنوتي الذي يمارس الاستبداد والاستغلال مستفيداً من فرض التخلف والتجهيل الاجتماعي.
مكانها: تعمد الابتعاد عن الوسط الشعبي وتلف نفسها بهالة من الخرافة (تستغل لجوء الناس لها)
وكما حدث مع الشخصيات السابقة في تعمد الشاعر اسقاط المشهد الأول لها من واقع تواجدها المكاني فقد لزم الشيء نفسه في إخراج شخصية الشيخ من برجها العالي البعيد عن الوسط الشعبي:
- لما سمع شيخ الشيوخ
حنتر لهم من دكته
من عجله فيسع خرج
ماعاد لبس مشدته
أتوا لعنده وحببوه
أشار عليهم يذبحوا
من الكباش واحد سمين
من سب يشم الجن قيام
دمه ويأتوا يشربوه
وهذه الشخصية تجيد التمثيل على العوام واستغلال تخلفهم وجهلهم، ورغم ذلك فهي تحفل بمشاهد تدل على سذاجتها ربما كأسلوب لاذع وجهه الشاعر لهذه الشخصية والمرموز له بها.
- الشيخ جرى قدامهم
- يهبع سونه يضربوه
الشمس فوقه حامية
وبيده ماسك جنبيه
يطعن ويدعي الأولياء
والجن يردوا الراعية
ويستغرق الشيخ في اتقان لعب دوره المرسوم بدقة حتى لايشك بصدقه من عدمه أحد ومن أجل أن يكون أكثر إقناعاً للشعب بأن قضيتهم قضيت بالدرجة الأولى:
- غاب عالجماعة ساعتين
قبل الغدا فيسع ظهر
دخل مبرطم ماهدر
بعد ما شبع قام قلهم:
الله ستر الله ستر
وحتى في قضايا الشعب يجب المتاجرة بها والاسترزاق منها عبر تسويفها والمماطلة في حلها رغم الإدراك المسبق من الشخصية إن حل هذه القضية يكمن في القضاء على سلطته ونفوذه ومن ثم عليه هو
- قال الجواب بعد جمعتين
«الجن شلوا الراعية
الجن شلوها أسير
واشترطوا حضرة كبير
تكون بداية للكلام
والمسألة فيها غرام
وفيها سر شأنه خطير
إذن.. ماذا سيقدمه لهم:
لكن وبعد ثنتين جمع
بعد الموالد والنحيب
جاهم جواب ثاني وغريب
الشيخ سرح كل الهيج
يصالح الجن باللتي
لكن ملكهم حين خرج
هنجم على الشيخ هنجمه
رمى له زنة ومقرمة
باقيت كساء الراعية
وقله بلهجه قاسيه
البنت بدل بنيتي
وبهذا الطرح الخرافي اعتقد الشيخ أنه وضع نهاية مقنعة للقضية الشعبية المطالبة بتحرير الراعية المرموز الوطني ومن أجل إثبات مصداقية هذا الطرح:
- وراهم الشيخ زنته والمقرمه
وقال لهم: «الراعية قي منهم
مش مننا
ومستحيله عيشته فوق
أرضنا»
وكأن القضية انتهت مما دفع الشيخ إلى فتح القضية المضادة والمفتعلة من أجل سحب بساط التفكير بها ولم تعد المشكلة قضية البشر وشكواهم بل قضية الجن ضد البشر في إعتداء الأول عليهم:
- أينك من أول يافقي
إيت لا هنا .. إيت لا هنا
الجن شكو بك عندنا
انك تعديت أرضهم
شجعت عليهم إنسنا
ولكن هذه الشخصية تنقلب تماماً إذا ما مسها شك أو حام حولها استفسار خوفاً من أن ذلك قد يخدش قناعها ويعريها ولذلك تقمعه بعنف قبل أن يصيب وعيه الآخرين وينتقل إليهم:
- الشيخ غضب من غضبته
وجهه استوى شحطار وقيد
ينتف بيد شعر لحيته
والثانية تهتز وتتوعد وعيد
قال: قيدوه
هذا براسه جنيه
كل الكلام اللي اخرجه
أفكاره من عنده هيه
وهذه الشخصية تستمد قوتها من قوة العرف الاجتماعي الذي انتجه المجتمع المتخلف والجاهل المبني على مجموعة من الخرافات ومقونن بالخوف الساكن من قوة السحر وتأثير الشعوذة.
- واللي يقوله الشيخ
كله صحيح كله
ومن يقله … لا
جني خبيث شله
الشيخ ما يغلط
حتى ولو مرة
اكّ يقول الناس
والناس تقول كره
«الشيخ مايغلط
حتى ولا مرة»
الجدة:
مميزات الشخصية: الحب والعطاء والإيثار وتعويض الحنان المفقود وسد الفراغ الأسري الذي صادره الموت أو غيبته الهجرة
مكانها: الالتصاق الدائم بالأرض والوطن.
ساحتها في العمل: تتحرك في القالب الذي يسمح لها المساندة والمساعدة القائمة على التربية والعون العاطفي، وتغيب عندما يصل النضج الفكري الواعي ذروته بحيث يستطيع المواجهة منفرداً دونها.
رمزيتها: ترمز إلى الانتماء والرابط الجذري الحي للإنسان بالأرض خاصة حينما يتدخل الموت في اختيار البقاء والضياع الدائم دون أمل العودة في اختيار الهجرة عن الأرض.
وكما عودنا الشاعر التحكم في تسيير شخصيات العمل وإخراج المشهد الأول لها في إطار مكان تواجدها الاجتماعي وتوظيفه الواعي في العمل
- كانت تحبه جدته
تندي له من سوق الخميس
الجبن والتمر والزبيب
وحين تروح لجربته
تقطف له محجانه الجهيش
كانت تحب وجه الحبيب
وكان يحبه هو كمان
هذه العلاقة الحبيبة البينية بين الفتى وجدته ليس سوى مشروع حياة ووجود مشترك قاسمها الانتماء والتلازم المعيشي.
- رقد فرح، وجدته
كانت تصلح له ذمور
ولما صاح ديك السحور
صحى من النوم ساعته
أكل على ضوء السراج
ثلاث لقم من أكلته
وجدته بيده السراج
وعينه ترسم سحنته
وهذه الشخصية المرتبطة بالأرض دون مبارحة أو ملل تودع المغتربين وتستقبل القادمين بدموع ولهفة وشوق ودعاء لهم بل أن امتدادها يصبح بمثابة الظل الذي يسير معهم والمظلة التي تظللهم دائماً وبحب
- رحل غبش سكته وسار
وجدته تودعه
مشت دلى دلى معه
لما طلع ضوء النهار
ومن بعيد كانت تراه
يصفر ويصفر بالطريق
وكان فؤاده يبصره
في كل دقة كالبريق
لكنهم مع ابتعادهم لاتستطيع مقاومة عواطفها ودموعها التي اخفتها في حضورهم:
- لما غطف خلف الجبال.. مدت إده
تدعي لكل الغائبين
والدمع يبلل ساعده
ولكنها تصبر نفسها بالدعاء لهم وأن يعودوا مظفرين بالعلم والمادة التي تضمن لهم الحياة الكريمة خاصة في البلاد التي يسيطر عليها الليل المعتم الممثل بالنظام الرجعي الكهنوتي الإمامي الذي يطارد كل خيوط الضوء والنور التي تلوح في الأفق:
- الله معاكم ياسروح أرض المجوس
الله معاكم يارجال
ياجهيش ضيعه صوت الفلوس
معاكم الله ياجلوس
بوادي نص أهله يبوس
تظللوا تحت الشجر
واجنوا لكم من الثمر
اجنوا كثير
لكن أمانة ترجعوا
وكل رأس فيبه قمر
الليل مكانه عندنا غدره وطويل
أما النهار فيسع يغيب
يجزع مطارد كالغريب..
ويقفل الشاعر شخصية الجدة بالمشهد الذي يدل على أن تغيير ما قد طرأ على شخصية البطل الحفيد هذا التغيير ربما إيجابي ومتنام في تصاعده الواعي مما يعني إنها هنا يجدر بها ترك المشهد للروح الجديدة القادمة من خلف أسطر الرسالة التي بعث بها ولم تصلها إلا بعد عام:
- وبعد سنة وصل جوابه فوق حمار
لجدته والدنيا ساكه بالنهار
عينه بكت من الفرح
بكت على ابنه اللي سرح
أرض المجوس
يشقي ويرسل بالفلوس
وابنه الوحيد
اللي كلامه شيء جديد
المعالجة الأسلوبية للنص الشعري المسرد على هيئته الحكائية ذات الطابع المثولوجي التي اشتغل عليها الشاعر/عبدالله سلام ناجي ملحمة «نشوان والراعية» تنوعت ولم تتسم بثبات الشكل الاسقاطي للاحداث والتناول، فمثلاً في إطار ذاتية الناقل أو شخصية المدون السارد فقد أخذت ثلاثة أشكال هي :
1ـ الراوي المباشر.
2ـ الذاكرة الساردة للبطل.
3ـ تداخل الراوي السردي والبطل.
وهذه الاشكال التي اختارها الشاعر في صياغة عمله الفنتازي الحي تفاوتت من حيث حجم المساحة المعطاة لها في النص وأيضاً من حيث الزمكنة الاستعراضية للاحداث واتسمت بنزعتها للتداخل والتقاطع خاصة في الثلث الأخير من العمل رغم البداية التناوبية للسارد والسارد البديل.
الراوي المباشر
السارد الافتراضي الخفي في العمل كان عبارة عن ذات فردية رغم البعد الرمزي لها والممثل بالذاكرة الجماعية للشعب ولذلك تميز بنزعته التامة للتقليدي من حيث الشكل خاصة في خيارها رسم البداية الافتتاحية أو الاستهلالية للدخول إلى عوالم وشخوص الحكاية الشعرية ذات الطابع الشعبي العام القائم على الاعتقاد الأسطوري والمتداول برسم ألسنة العوام ولذلك فضل الشاعر أسلوب الحكواتي أو كما يطلق عليه بالعامية «السمامي» والتي عادة ما تتميز به النساء الأكبر سناً خاصة في الأرياف اليمنية.
كان يامكان
كان في ولد ساكن
بقرية وسط وديان
خضراً كما الجنة
العين لوريته
تحلم وتتمنى
تعيش به ازمان
كان الولد حاذق
وجهه بشوش فرحان
الناس سمونه
من يوم ولد نشوان
وهذا الاستهلال التقليدي الذي اعتمد عليه الشاعر في مفتتح وتقديم عمله الفنتازي الملحمي لم تصاحبه المسايرة التقليدية في الشكل أو حتى في الأدوات التي اشتغل عليها الشاعر عمله الرائد والنوعي والمتمرد على زمانه مكانه.
الذاكرة الساردة للبطل
نجح الشاعر/عبدالله سلام في تفعيل الذاكرة الشعبية في مساحة عبر عملية الاسترجاع الذهني للأحداث الماضية في ذاكرة الطفل والذي حفزه إلى ذلك الاسترداد كان صوت القضية المنسية رمزياً «الراعية» والمسحورة بالعبودية والظلم «الحمامة» وقبل أن يتبادل الراوي والبطل دور السارد خاصة قد قدم الآخر بتفاصيله العفوية التي تتشابه مع تفاصيل كل أقرانه إلا أن ما يميزه عنهم هو اختيار الراعية أو الحمامة المسحورة له كي يقوم بانقاذها وتحريرها من السحر والتخلص من السحره
ومرة كان نشوان يسير
بسائلة وفرحان يطير
وحست أذنه صوت حزين
صوت راعية
عاشت وحيدة في الجبال
كان يعرفه
والقرية كله تعرفه
كانت جميلة وطيبة
صوت مليح وهدرته حبيبه
إن مساحة الذاكرة الساردة في العمل قدمت الماضي بموضوعية واعية وغير محايدة واثثت لمشهد الحاضر وصراعه المستمر مع تركة الماضي المظلم والرجعي رغم ان الشاعر أطرها في قالب اللحظة المستدركة لتفاصيل البدء والحبكة المصاحبة لتلك اللحظة وتنتهي أو تنهي الذاكرة الساردة دورها في العمل بعد أن تعود إلى نفس اللحظة ويعود السرد مجدداً على لسان الراوي الخفي ليعاود وصف اللقاء الأول بين البطل نشوان والقضية الراعية بين الشاب الثوري والحمامة المسحورة بين الإنسان والوطن.
الدمع من عينه يسيل
والصوت ذبييل
أشحب وقو بادئ يموت
مثل منازع فوق فراش
والموت في أرض السكوت
رخيص كثير.. وبالبلاش
تداخل الراوي السردي والبطل
السرعة والانتقالات المتتابعة في سير الاحداث دون اكتراث للترتيب التسلسلي لها كان أبرز مميزات هذا المشهد المحتشد بمقاطع الزجل الفني متقطع الانفاس ومتصاعد الدراما ولذلك افتقد هذا المشهد لعنصر الحوار السردي وتغلغل بالايقاع الأسطوري غير المرتب.
فن الديكور الصوري في العمل، من أبرز ما اشتغل عليه الشاعر في هذا العمل الصورة ويحسب له قدرته المميزة على تأثيث المشاهد الداخلية بما يناسب الحركة الدرامية للحدث وزمانيته.
فمثلاً الصوت الذي دوى مع توديع الشمس لجغرافية المكان والحصاد الزمني.
ويوم من أيام الصراب
والشمس تتوجع تغيب
وباعتبار الشاعر راصداً تاريخياً ورساماً بالكلمات فقد عبر عن الوضع الذي كان عليه الشعب في تلك الفترة المظلمة
والغدرة كانت بحر غريق
أسود يخلي الناس سوا
واللي ميدرش بالطريق
يمشي غريب
يمرض قليبه وقد يموت
من غير ما يلقى الدواء
حتى إن بع خيوط الصبح أو النور المتسللة إلى مسرح المشهد كانت خجلة ومشوشة وغير مدركة لمواعيدها المرسومة على سفر المطلق الذي كان يفترض.
الصبح كان بادئ يقوم
فاتح النص عينه اللي من فوق الجبال
وفي السماء شيخ النجوم
قو ينتسف.. يعروي من برد الشمال
غمض عيونه.. وغاب طرف
مثل العلف
سنة ظمأ
أصله تعب بالليل من طول السهر
مراعي يطلع له القمر
ناسي أن أول وعد معه
في الناصفة شق السماء
ولكن هذا الديكور المشهدي القاتم تتخلله بعض الومضات المبشرة بصباح قادم وان البعض ممن يرزحون تحت إطار هذا القمع المعتم يستثمرون هامش الحياة ويعيشون مرارة اللحظة بعفوية
والغدرة ماتت والنهار
اقبل بشمسه المشرقه
خلي البنوت بالجرار
يتسابقين مسابقة
إلا أن هذا الهامش لم يفض عتمة الصورة الكاملة لصيرورة الأحداث ولذلك فهي دائماً ليل و..
الليل غدره دائمه
حتى السماء ما بيش نجوم
من السحاب القادمة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
عبدالله سلام ناجي.. الحركة الرمزية للشخوص في إطار قالب الحكاية الشعبية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» بيان الحركة الجماهيرية للعدالة والتغيير
» الفيصل متفائلون جداً بمستقبل الحركة الشيوعية العالمية
» عبدالله باذيب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليسار التقدمي اليمني :: نص على نص-
انتقل الى: